بقعة ضوء
نحن أم الصينيون؟
بقلم : سهلة آل سعد
الحكومة الصينية واللجان الصينية للألعاب الأولمبية في اطار استعدادها للأولمبياد الذي أقيم الشهر الماضي ببكين بتوزيع كتيبات للياقة السلوكية علي البكينيين توصيهم فيها بتحاشي ارتداء الملابس كثيرة الألوان أو انتعال حذاء أسود مع جوارب بيضاء أو الخروج من المنزل بملابس النوم وجوارب النوم (لزيارة الجيران)، والاصطفاف المنظم وعدم البصق في الشوارع وعدم إطالة المصافحة بالأيدي لأكثر من ثلاث ثوان وعدم الاقتراب من المخاطب أكثر من ذلك في سعي من الحكومة واللجان الأولمبية لنشر العادات والتصرفات الحضارية بين البكينيين قبل حلول الأولمبياد المنتظر وقد شارك في هذه الحملة مليون متطوع يقدمون نصائح اللياقة في الجامعات والمدارس والمباني الحكومية اضافة الي توزيع كتيب اللياقة علي المنازل، كما تطوع بعض الطلاب الجامعيين لإسداء النصح لسكان الأرياف.
وتمخضت هذه الحملة عن تحسينات في حياة البكينيين اليومية حيث أصبح الناس يصطفون بانتظار الحافلات في أكثر من ألف موقف للحافلات، كما أصبحت ملابسهم أكثر لياقة ووجوههم أكثر بشاشة.
وكان قد سبق كتيب اللياقة وحملة اللياقة السلوكية والمظهرية كتيب آخر في ابريل الماضي يعلم البكينيين كيف (يكونون أنصاراً مثاليين لفريق أو متنافس ما) ويدعو الي تشجيع جميع الفرق ويذكرهم (بأن الفوز أو الهزيمة شيء مؤقت بينما الانطباع الذي يتركه الجو العام في ملعب ما يبقي الي الأبد).
أليس جميلاً أن يسعي بلد ما لاصلاح الخلل السلوكي والمظهري لشعبه؟
تري ما المظاهر التي تحتاج لاصلاحها سلوكياً ومظهرياً لدينا؟
سأورد بعضها لكم في نقاط ولكم أن تضيفوا لها ما شئتم:
- البصق في الشوارع.
- خروج الجاليات الآسيوية ب(الفانيلة والوزار) في الشارع والعربية بالبيجاما والجلابية.
- العري الزائد لدي بعض الوافدين العرب والأجانب.
- عدم الانضباط لدي البعض في المستشفيات ومقاصف المدارس وغيرها من الأماكن التي تتطلب الاصطفاف في طوابير بينما يصطف الأجانب طوابير حتي في الحمامات العامة (أعزكم الله).
- اختفاء الابتسامة من وجوه البعض لأن الابتسامة الخفيفة حسب معايير الأغلبية دعوة للتعارف والعلاقات غير السليمة، بينما تختلف الابتسامة الخبيثة عن الابتسامة البريئة 180 درجة وديننا يقول إن التبسم في وجوه الآخرين صدقة.
هذه بعض السلوكيات والمظاهر التي تحتاج للاصلاح لدينا بحملة توعوية شاملة متكاملة جادة تنشر ثقافة الاصطفاف واحترام دور وحقوق الآخر بالدرجة الأولي وتعلم صغارنا وكبارنا تقديم يد المساعدة للآخرين في الأماكن العامة بدلاً من السلوكيات الفردية.
ونحتاج أيضاً الي أن نعلم الشباب أن كلمة شباب لا تعني التهور والاستهتار وتقليل شأن الآخرين وتعريض حياتهم للخطر والخجل من التعامل مع المرأة.
ثم ننتقل بعد ذلك الي الجاليات الأخري لاصلاح خلل سلوكها البصقي والمظهري والأخلاقي.
فهل نتقدم ونواكب ركب الحضارة السلوكية أم نقف حيث نحن وندع الصينيين يسبقوننا.
مبروك ياوزارة التربية
نبارك لوزارة التربية تغلبها علي صوت المنطق وعلي إرادة الشعب أياً كانت نسبة مؤيدي أو معارضي قرار بدئها العام الدراسي متواكباً وبداية شهر رمضان الفضيل.
ونتساءل ما الديمقراطية التي تنادي بها وتقول إنها تعلمها لطلابها؟ وما مجالس الطلاب التي لا تُبرز إلا للإعلام ولرضي الرؤساء والموجهين وما هي إلا حبر علي ورق وواجهة ديكورية ليس إلا.
ونأمل مستبقين الأحداث - ألا تبدأ عامها الدراسي القادم 2009 - 2010 في العشر الأواخر من رمضان القادم حيث يبدأ رمضان المقبل ان أحيانا الله وإياكم بتاريخ 22 / 8 / 2009 .
فإذا حدث وأصرت الوزارة علي موقفها، كما أصرت هذا العام كان علي طلابنا السلام حيث سيبدأون عامهم الدراسي في العشر الأواخر أو النصف الثاني من رمضان علي أفضل حال.
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء
ابتعاث طلبة المدارس لدراسة اللغة صيفاً (الفائدة أم الضرر)
بقلم : سهلة آل سعد
في جعبتي الكثير لأقوله لوزارة التربية والتعليم ولقد وددت لو كان مقال اليوم مخصصاً للحديث عن بدء العام الدراسي متزامناً وبدء شهر رمضان الفضيل لولا اقتضاء الضرورة الحديث عن طلاب وطالبات اللغة المبتعثين للدراسة في بريطانيا صيفاً خاصة بعد مقتل الطالب القطري المرحوم محمد الماجد وخاصة بعد أن قرأت مقالة الزميل جابر الحرمي الذي طلب من وزارة التربية والمجلس الأعلي للتعليم الحرص أكثر علي مراقبة ما يحصل في الوفود الطلابية واشارته الي شكاوي عديدة أثيرت علي الأسر المستضيفة والمشرفين أعزائي القراء ما سأحكيه لكم اليوم وقد تأخرت في سرده عاماً كاملاً ليس نقلاً عن مصادر أخري ولكنه معايشة شخصية لحادثة معينة كانت مؤشراً خطيراً لأهمال طلابنا وبالأخص طالباتنا في الخارج.
نحن نسمع جميعاً كأولياء أمور يراد منا ابتعاث أبناء بعضنا للخارج عن حرص الوزارة علي الطالبات والطلبة وابتعاث مشرفين ومشرفات مؤهلين معهم يلازمونهم ويوجهونهم طوال الوقت ويعتنون بهم ولا يهملونهم ولكنني رأيت شخصياً مجموعة من طالبات إحدي المدارس الاعدادية القطرية المستقلة صيف العام الماضي وأضع تحت كلمة الاعدادية عدة خطوط - في الهايد بارك كورنر بلندن بلا اشراف أو متابعة يتجولن في مجموعتين أو أكثر!!
وللحق أقول لم أعرف هويتهن في البداية ولم أسع لمعرفتها لولا أنهن بحكم مراهقتهن وبقائهن لوحدهن في الحديقة الكبيرة أخذن (يتنغشرن) بالأطفال فما كان من المجموعة القريبة منا إلا أن بدأت بالاحتكاك بطفلي وسؤاله عن بلده واسمه وهو لا يرد خجلاً فرددت نيابة عنه وسألتهن بالمقابل عن بلدهن وهل هن شقيقات.. فكانت الصدمة!!!
لسن شقيقات هن طالبات مدرسة اعدادية بقطر ابتعثن للدراسة الصيفية ببريطانيا بمدينة برايتون الساحلية بالجنوب وجاءت بهن المديرة والمشرفة بالقطار الي لندن لأن اليوم أحد (ويك إند) وتركتاهن في الهايد بارك وغادرتا للتفسح وغالباً للتبضع وستعودان لأخذهن فيما بعد.
كانت الصدمة كبيرة جداً حينها وما زالت، أولاً لأن ما يقال عن الاعتناء بالطلاب والطالبات وعدم تركهن بلا اشراف أكذوبة كبري.
ثانياً لأن المنطق يقول إن تكثيف الاشراف علي الطالبات أولي وأكثر مطلباً من تكثيفه علي الطلاب وفي هذه الحالة من ترك الطالبات وحيدات بلا مشرفة واحدة نعلم بأن الحال مع الطلاب لابد وأنه أكثر تساهلاً وإهمالاً.
في ذلك اليوم غادرنا الحديقة والطالبات مازلن موجودات فيها بلا مديرة أو مشرفة، وظلت تساؤلات كثيرة تتردد في ذهني، ماذا لو اصطدم أحد اللاعبين بأحذية التزحلق بإحدي هؤلاء الطالبات؟ ماذا لو اصطدمت بها دراجة هوائية وتلك المنطقة منطقة دراجات وأحذية تزحلق وخيول وبها بحيرة، ماذا لو انزلقت قدم إحداهن فيها خاصة وان اطرافها زلقة؟ ماذا لو توعكت إحداهن؟ بل ماذا لو هوجمت من قبل كلب مثلاً يريد اللعب؟ وما أكثر الكلاب بالهايد بارك ماذا وماذا وماذا العديد من التساؤلات تدور ولكن ما الجواب؟؟
سينجدونهن رواد الحديقة عرباً أو أجانب؟ أم سيستدعون لهن شرطة الحديقة؟ أم سيتصلون بالمديرة التي تتسوق ربما في شارع اكسفورد أو النايتسبرج، القرار الذي اتخذته ذلك اليوم بعد رؤيتي الفتيات متسكعات في الحديقة كان لا لا لا لبعثات الوزارة الصيفية، أما اليوم بعد حادث محمد - رحمه الله - فقد ازدادت اللاءات عدداً ونوعاً.
قد يقول قائل: إنها حادثة إهمال فردية لا يجوز تعميمها ولكن منطقاً يقول إن ما يحدث مرة قد يحدث مرات. وبوجود اغراءات الاسواق ومناطق التسوق الشهيرة لابد وأن الأمر تكرر مراراً عديدة من قبل المشرفين والمشرفات المرافقين للطلبة والطالبات.
الدراسة في بريطانيا محفوفة بالمخاطر من ناحية لإهمال الاشراف علي طلابنا وطالباتنا من قبل مشرفيهم ومرافقيهم، ومن ناحية أخري للجنوح للعنف لدي فئات من الانجليز وغيرهم في المدن الخارجية.
الشخص العادي الذي يذهب لبريطانيا سائحاً يعلم ان الطباع تتوحش والألفة تقل كلما ابتعدنا عن المركز لندن اتجاها الي المدن الأخري. فلماذا تختار الوزارة مدارس خارج لندن ليتعلم الطلبة فيها اللغة؟؟ أتركز علي المادة أكثر من تركيزها علي الإنسان؟
أهكذا تحسب المعادلة: صحيح أن الخطر أكبر ولكن التكاليف أقل.
وحتي في لندن من قال بأن المدارس تخلو من العنف من قبل الطلاب تجاه بعضهم؟ إذا لا أحد يستطيع ان يحكم هذه العملية مئة بالمئة وإن راعي ذلك فكيف إذا لم يراع؟؟
لذا علي الأهالي توخي الحذر ومرافقة ابنائهم وبناتهم في رحلاتهم الصيفية التعليمية حتي وإن كانت علي حساب الدولة وبمعية مدراء ومشرفين فهم لا يعدون ان يكونوا سوي واجهة وجواز مرور لسفر الطلاب دون أهل، ولكنهم مقصرون في المهام المناطة بهم، تري من سيكون للطالب أو الطالبة إذا تعرض لمضايقات سواء في الفصل او خارجه في تلك المدارس ونحن نعلم بشجارات المراهقين.
أنصحكم أعزائي القراء بالتواجد مع ابنائكم وبناتكم في رحلاتهم التعليمية فهم ما زالوا صغارا ليتركوا بمفردهم في محيط يعج بمختلف الجنسيات والخلفيات السلوكية والنشؤية والفكرية.
وهم ما زالوا صغارا ليحتاجوا اللجوء لمساعدتكم وتوجيهاتكم في أمور قد لا يري فيها المشرفون خطورة علي سلامتهم او حتي علي حياتهم ولكن بوصلة الأهل أكثر استشعارا من بوصلة المشرفين فإن لم تستطيعوا مرافقتهم فمعاهد البلد تفي بالغرض.
لقد دق مقتل محمد الماجد ناقوس خطر في كل بيت قطري يرسل او يفكر في ارسال ابنائه او بناته للدراسة في الخارج دون أهل.
ارسالهم صغارا الي عالم كبير يعج بمختلف الطبائع السلوكية والانحرافات وخلفيات التربية والفكر خطأ كبير أنصحكم بعدم الوقوع فيه.
رحم الله محمد الماجد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
Sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء
تساؤلات عن أبسط حقوق الإنسان
بقلم / سهلة آل سعد
هل من الرحمة والإنسانية واحترام حقوق الإنسان بل هل من أخلاقيات وسماحة الإسلام -الذي قال لنا الراحمون يرحمهم الرحمن- استعباد العمالة الآسيوية وليّ ذراعها واستغلال ضعفها وحاجتها للعمل ولقمة العيش بتشغيلها تحت الشمس لن أقول الكاوية وانما القاتلة لأنها ما أكثر ما قتلت عمالاً أتوا ليعتاشوا فماتوا قتلاً مع سبق الإصرار والترصد وقاتلهم هي تلك الشركات الكبري التي يتنعم مديروها وكبار موظفيها بمكيفات مكاتبهم المترفة تاركين من يعتبرونهم حثالة البشر يقتات لحومهم وعرقهم لهيب الصحراء وأرصفة وأسفلت وحفريات الشوارع ونار تصبها السماء।
فهل ذلك من الرحمة والإنسانية والإسلام في شيء؟؟!.
واذا كانوا لا يعتبرونهم حثالة وأشباه بشر فلماذا لا تغير شفتات أعمالهم الي المساء بدلاً من الصباح؟؟!.
أراهن ان مديري تلك الشركات وكبار موظفيها المترفين يمتلكون قططاً وكلاباً وحيوانات أليفة في منازلهم فهل يرمونها للشمس وصهد الصحراء ضحي وظهراً وعصراً أم يؤونها ويدللونها ويوفرون لها ما يليق بسلالاتها الطيبة من وثير فراش ولذيذ طعام؟ أليست بعض الحيوانات أفضل حالاً بل أكثر نعمة ورفاهية من كثير من البشر؟.
ثم نتشدق بألفاظ فارغة مفرغة من معانيها كحقوق الإنسان والرحمة والعطف!.
وسأسألكم سؤالاً مهماً: هل راقب أحدكم بعض هؤلاء العمال وهم يعملون في صيفنا القاتل؟!.
هل لاحظ أحد منكم أنهم يقفون تحت الشمس بكاباتهم التي لا تذود عنهم ما يعانون من عذاب أو بفوطهم المبلولة ولكنهم لا يعملون؟!.
هل لاحظ أحدكم أنهم يتحركون حركات بطيئة فقط ليقال إنهم في نطاق أعمالهم ولكنهم لا ينتجون شيئاً؟ ولا نلومهم علي ذلك إنهم يكافحون فقط ليبقوا أحياء حتي المساء وفي الغد يكافحون كذلك ليحافظوا علي الحياة تدب في أوصالهم حتي وإن كانت واهية ضعيفة حتي نهاية اليوم وفي كل يوم كذلك حتي انتهاء الصيف.
فهل من الإنسانية في شيء أن نراقبهم يصارعون الموت فيصرع بعضهم ويصرعه البعض الآخر؟!.
هل تطاوعنا قلوبنا أن نري قطاً أو كلباً أو ماعزاً تحتضر أمامنا وتتجرع غصات الموت ونحن نراقبها ببرود من خلف زجاج سياراتنا المكيفة ومكاتبنا المكيفة ومنازلنا المكيفة؟ ونقول ليس بأيدينا فعل أي شيء هذا قدرها؟!!.
أعتقد لو رأينا حيواناً يتألم أو يحتضر لأسرعنا بتقديم العون له وإسعافه. فلماذا لا نفعل ذلك مع البشر؟
وليس المقصود بعونهم أن ننتظرهم حتي يسقطوا من علو برج من أبراج الدفنة أو غيرها لننقلهم الي مستشفي حمد نلحق أم لا نلحق، وليس المقصود أن ننتظرهم حتي يصابوا بضربة شمس ويقعوا في إحدي الحفر أو يتهالكوا علي أرصفة الشوارع لنرسل لهم المسعفين. ولكن أن نكرمهم لأنهم بشر مثلنا أبوهم آدم وأمهم حواء فقط بتغيير أوقات أعمالهم الي مسائية بدلاً من الصباحية وليس ذلك بإحدي المعجزات لنتواني عن فعله.
لقد تعلمنا من أهلنا أن نضع أنفسنا مكان الشخص لنعلم ما يشعر به وكيف نتعامل معه.
ولو وضعنا أنفسنا مكانهم لعلمنا أنهم بشر لحم ودم وطاقة وقدرات ومشاعر لديهم زوجات تنتظرهم وأطفال يشتاقون إليهم وأمهات تحن الي احتضانهم والمسح علي رؤوسهم ويحنون هم بالمقابل الي دفء احضانهن وخبزهن.
لو وضعنا أنفسنا مكانهم لما رضينا أن تنتهك انسانيتنا بهذه الطريقة ولا أن نموت كحيوان ضال علي الأسفلت والتراب الملطخ بدماء لقمة العيش الضنكة.
لدي تساؤلات أخري تدور في فلك هذا الموضوع وخارجه ولكن ما عادت لي رغبة لطرحها قد أتساءلها في المستقبل. لكم قرائي الأعزاء تحياتي إلي ما بعد الإجازة، صيفاً سعيداً لكم.. وللعمال.
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء
لا يوجد تخطيط!!
لطالما تساءلت لماذا يعامل المديرون موظفيهم بتكشير ونرفزة أو صراخ أحياناً ولماذا يعامل الموظفون مرؤوسيهم من الموظفين الأدني درجة بنفس التعامل في حين ينقمون من تعامل المدير به معهم ولماذا يكرر الموظفون الأدني نفس التعامل مع مراجعيهم من الجمهور في حلقة تواترية مكرورة: مدير - رئيس موظفين - موظف - مراجع ويندرج ذلك علي من فوقهم طبعا।
هل من سمات الموظف القدير ضيق الخلق؟ هل التكشيرة والنرفزة هي أحد متطلبات الوظيفة المطلوب توافرها للحصول علي العمل والاستمرار فيه؟!
لطالما آمنت بوجوب وجود بند الزامي في عقد العمل يشترط التحلي بالابتسامة والذوق والكلمة الطيبة كشرط رئيسي للحصول علي الوظيفة والاستمرار فيها وسوء التعامل والاضطهاد النفسي كسبب رئيسي للاعفاء من العمل.
ولكن لماذا لا يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ولا أقصد بذلك المدراء ورؤساء الأعمال فقط بل حتي الموظفين والعاملين ايضاً.
لقد وهب الله سبحانه وتعالي جميع الناس مواهب يتحلون بها علي اختلافهم واختلافها، لا يوجد انسان إلا وهناك ما يجيد القيام به دون سواه ويمهر فيه.
فهناك من يمهر في صنع الطعام وهناك من يهمر في ايصال المعلومة واضحة نظيفة الي الأذهان وهناك من يمهر في القيادة وهناك من يمهر في تشخيص الأمراض وعلاجها بل وهناك من يمهر في حقن الإبر دون ألم. فلماذا لا يعمل كل انسان منا فيما يمهر فيه ويترك مالا يعرفه لغيره؟ لماذا لا يخطط كل انسان من تلقاء نفسه او بمساعدة الآخرين المحيطين به منذ بداية حياته لاستكشاف مواهبه لاستغلالها والعمل في مجالها فيما بعد؟
فلو عمل الموهوبون في التدريس في سلك التعليم واستبعد من سواهم لما وجدنا طلابا ضعافا او راسبين ولو عمل الماهرون في القيادة كسائقين واستبعد من سواهم لقلت الحوادث والازدحامات الي حد بعيد ولو عمل الماهرون في تشخيص وعلاج الأمراض كأطباء واستبعد من سواهم لقل عدد المرضي في العالم.
ولو عمل الماهرون بحقن الإبر كأخصائيي مختبرات وممرضين لقل عدد المتألمين من وخز الإبر في العالم بل ولقل حتي عدد الخائفين من الحقن.
ولكن تحكم عملية تواجد الأشخاص الصحيحين في الأماكن الصحيحة ظروف عديدة.
فالمدرسات غير الجيدات مثلا قد تحكمهن ظروف المجتمع والنظرة التخلفية للمرأة التي تأبي الا ان تبقيها في سلك التدريس حتي لو لم تمتلك موهبته وحتي لو جنت علي غيرها من الأجيال وبالنسبة للرجل قد يكون ما ألزمه علي التدريس عدم توافر فرص عمل أخري بالنسبة له. أما السائقون غير المهرة فبلادنا تغص بهم وأكثرهم السائقون الآسيويون العاملون في منازل الأسر القطرية او غيرهم من العاملين في الشركات المختلفة.
والأطباء غير الماهرين أو ربما غير الراغبين في مهنة الطب وقد يكونون اتجهوا لها ارضاء لرغبات ذويهم أو خضوعا لها ليصبحوا أطباء قد الدنيا أو ربما اتجهوا لها من تلقاء انفسهم رغبة في مركز أو وجاهة لا عن تحسس لرغبة أو موهبة.
وقس علي ذلك بقية الأعمال والمهن والوظائف في الدنيا علي اتساعها للتخلص الي انه لو عمل الشخص في مجال ما أنعم الله به عليه من موهبة لأصبحت الدنيا بخير والجميع موهوب في مجال ما تقني أو فكري أو حرفي أو تجاري .
وإذا كان الاشخاص غير مدركين لمواطن قواهم ومواهبهم فعلي الدولة ان تخطط لاستكشافها ومساعدتهم علي اكتشافها فمثلا، وهو اقتراح أري ان يتم العمل به يجب عقد لجان في المدارس الثانوية تتشكل من اشخاص من خارج التعليم يتبعون هيئات التخطيط في الدولة ويكونون علي قدر من الاستشفاف والهدوء والتركيز والقدرة علي الحوار المتأني وعلي قدر من قوة الملاحظة والذكاء لمقابلة الطلاب في هذه المرحلة لمعرفة رغباتهم العملية ومواهبهم وطرق الاستفادة منها وتوظيفها وتعقد هذه اللجان مرة أخري في بداية التسجيل في الجامعة ثم عند التخرج منها لمعرفة المكان الوظيفي الأنسب لكل شخص حسب ميوله وقدراته ومواهبه ولمعرفة الكثافة المقبلة علي سوق العمل في شتي المجالات.
علي ان توفر الدولة رواتب عادلة لجميع الوظائف والمجالات حتي لا يحدث اتجاه جماعي لأحد الفروع التعليمية او الوظيفية وهجر لأخري لأنها الأدسم والأضمن أثراً. وحتي لا يحدث ان تغلق جامعة قطر أو سواها فروعا تعليمية وتفتح أخري تماشيا وسوق العمل.
لأن من قد يضطر لأن يتماشي مع سوق العمل سيضطر لخفض انتاجيته تبعا لانخفاض حالته المعنوية لاضطراره للعمل بتلك الوظيفة مجبرا لابطلاً.
ولو عمل فيما يحب لأنتج افضل ولكسب الجمهور معاملة وخدمة أحسن فكل موهبة يجب ان تعمل الدولة علي توظيفها واستغلالها.
وأنا أعرف شخصا استغنت عنه وزارة الكهرباء والماء حينما القت بمعظم موظفيها في سلة المهملات إبان تحويلها لمؤسسة يصلح لأن يكون خبيرا مهماً في أمور التخطيط العامة للبلاد رغم شهادته المتدنية وراتبه المتدني وإحالته للتقاعد ولكن لا أحد يلتفت للمواهب في هذا البلد ولا أحد يحفل بوجود الموظفين المخلصين المعطائين بل يركنون ويستبدلون بموظفين أقل عطاء وفاعلية وبرواتب مضاعفة!!
والغريب ان مؤسسة الكهرباء والماء تعرض الآن توظيف القطريين وفي نفس يوم تقديم الطلب بعد ان قطعت ارزاق الرعيل الأول منهم مبكرا.
فما معني ذلك؟؟!
أقول لكم، لا يوجد تخطيط في حياتنا لا علي المستوي الشخصي ولا العام ولا علي مستوي الشوارع ولا الوظائف فالشوارع تقتلع كل يوم وتسفلت مرة أخري دون تخطيط والموظفون يقتلعون كل فينة ويوضع غيرهم دون تخطيط ما عيب من اقتلع وما مواهب من وضع؟! العلم عند علام الغيوب.
سهلة آل سعد
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء
بدء العام الدراسي وبداية شهر رمضان
بقلم / سهلة آل سعد
اتصلت بي أخت فاضلة تعمل بوزارة التربية والتعليم طالبة أن أكتب عن موضوع بدء العام الدراسي المقبل الذي يوافق بداية شهر رمضان الفضيل خاصة وان المملكة العربية السعودية قد قامت بتأجيل البدء بالدراسة الي ما بعد عيد الفطر وتلتها في ذلك دولة الكويت وقد تتبعهما بعد ذلك دول اخري في المنطقة.
فلماذا لا نفعل ذلك من باب المنطق والاقتناع لا من باب التبعية؟.
المنطق والعقل يقولان ان القلب وحتي العقل لا يجتمع فيهما اثنان متضادان. والدراسة ورمضان لم يكونا متضادين من قبل ولكنهما سيصبحان كذلك العام المقبل بحكم وقوعهما زمنيا في بدايته. فلو بدأت الدراسة قبل رمضان بشهر علي الأقل لانخرط الناس في حياة العلم والعمل ولتقبلوا دخول الشهر الفضيل بعد فترة منهما بسلاسة ورحابة صدر ولكن ان يبدأ الاثنان في نفس اليوم او بفارق يوم فان في ذلك صعوبة.
تتأتي الصعوبة من ان المجال مجال علم ويحتاج لتركيز ذهن وحضور وعي وأنا أشك ان التركيز او الوعي سيكونان حاضرين في بداية عام يتزامن مع بدئه بدء شهر الصيام ناهيك عن تواجد الرغبة في التدريس بالنسبة للمدرسات او التلقي والتعلم بالنسبة للطلاب والطالبات.
ونحن هنا نتحدث عن مجال التعليم بالذات لا عن مختف المجالات والأعمال لأنه مجال يضم صغارا وناشئة ومراهقين يريد ذووهم تعويدهم علي الصيام منذ حداثة سني اعمارهم فطلاب الصف الرابع الابتدائي يبدأون بالصيام ان لم يكن يوما كاملا فنصف يوم وطلاب الصف الخامس الابتدائي يصومون يوما كاملا مع عدم التشديد عليهم ان تعبوا فهم في النهاية اطفال ترهقهم الشمس وكثرة اللعب (ورمضان هذا العام حار) ولكن معظمهم يصومون رمضان كاملا. هذا غير طلاب وطالبات الصف السادس وما فوقه الذين لم يرقوا بعد لان يكونوا في مستوي الكبار من التحمل.
افلا يشفع لهؤلاء صغر سنهم ورغبتهم في الطاعة لتسهل الدولة لهم ولمدرسيهم - ممن ينشف ريقهم من الشرح وتتصدع رؤوسهم من جلبة وضوضاء الأطفال والناشئة - بتأجيل الدراسة شهرا واحدا فقط لا يضر الدولة شيئا ولكنه يفيد مدارس التربية والتعليم في رفع رصيدها المعنوي والمعرفي والديني. المعنوي بالاقبال علي الدراسة بعد العيد بشهية اكبر ورغبة اكثر، والمعرفي باستيعاب الدراسة وفهم المعلومات والمعدة ممتلئة والديني بأداء الطاعات لله سبحانه وتعالي في أوقات كافية لايزاحمها فيها الدوام والصراخ علي الطلاب وتحضير دروسهم والعودة الي المنزل مرهقين والنوم حتي أذان المغرب بالنسبة للعاملين والمدرسين.
ومكافحة الارهاق والجوع والعطش ومغالبة الكسل والنعاس ومحاولة الاستيعاب المرهقة المستميتة بالنسبة للطلاب والطالبات.
ثم من قال بان الوضع لو ظل قائما وبدأت الدراسة ورمضان متزامنين اي لو فرض الامر قسرا علي العاملين في التعليم وعلي الطلاب في الوقت ذاته، من قال بانهم سيلتزمون به معنويا، وان التزموا به عمليا، من قال بانهم سيوفون التعليم حقه في ذلك الشهر وانهم سينتجون كما ينتجون في الأيام العادية الاخري، بل من قال بانهم سيداومون بانتظام خاصة وان اجازاتهم العارضة مازالت كاملة وفي متناول ايديهم وبارك الله في الاجازات الصحية واذا كان موضوع كثرة غياب المعلمات تتكرر منه الشكوي في الايام العادية فانها ستتكرر في شهر رمضان أكثر وأكثر.
اما عن الطلاب فاننا سنكون اجبرناهم علي المداومة علي الذهاب الي مدارسهم دون جدوي فالمدرسون غائبون وسيحضرون حصص احتياط كثيرة بدل حصص الدروس. اما الدروس القليلة التي سيحصلون عليها فستكون باهتة من قبل مدرسين متعبين ومتلقين متعبين مثلهم وربما نائمون.
فما الجدوي من ذلك؟؟ وما المكسب منه؟؟
أن يعلم الجميع انها سلطة علوية يخضعون لها؟!!
هم يعلمون والجميع يعلم ذلك ولكن لماذا تبخل الدولة علي هؤلاء بشهر من الراحة المنصرفة لأداء الطاعات ولماذا تبخل علي جميع موظفي الدولة بالعشر الأواخر من الشهر خاصة وانها كانت تمنحهم اياها في السابق وخاصة وانه شهر وحيد يتيم في كل عام تنزل فيه الرحمة والعفو والمغفرة ليغرف منها من شاء الله له ان يغرف وخاصة وان الدولة حين ارادت استضافة الآسياد لدينا لم تعبأ كثيرا بمناهج الطلبة فألغيت نصف الدروس بكل منهج تقريبا وزحمت الاوقات لتناسب الآسياد وقلب التعليم رأسا علي عقب علي امتداد عام كامل!!
ولو تمت الموافقة علي استضافة الاولمبياد لتكررت نفس الأحداث أو أكثر.
فما الذي يضرنا لو اجلنا الدراسية شهرا احتراما لشهر فضيل وكسبا لتركيز وفاعلية قطبي التعليم الطلاب والاساتذة؟!.
لن تتضرر الدولة من تأجيز هذه الأيام المعدودات ولن يعييها ذلك بل ستستفيد منه كما ذكرت (معنويا ومعرفيا ودينيا) اضافة الي كسبها قلوب شعبها وتقديرهم وارتياحهم لعلمهم بانهم يعيشون في دولة عصرية منفتحة متوافقة مع متغيرات الزمن والحياة لا دولة جامدة بيرقراطية متمسكة بقواعد ثابتة كالحجر فيما يتعلق بمصالح الناس وامورهم المتغيرة والتي هي في النهاية مصلحتها هي ايضا.
ولقد اثبتت دولتنا في امور كثيرة مرونتها وعدم نمطيتها في التعاطي مع امور الحياة المختلفة وبقي ان نسمع الخبر المفرح خبر تأجيل الدراسة الي ما بعد شهر رمضان الفضيل. وإنا لمنتظرون.
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء
اجتماعات الديوان الأميري ..وهموم الوطن
بقلم : سهلة آل سعد
يسعدنا بل يثلج صدورنا كمواطنين أن نعلم بأن ولاة أمورنا يعقدون الاجتماعات لمناقشة الأوضاع الهامة والملحة التي تخصنا كمواطنين وتخص البلد هذا ما طالعتنا به صحيفة الراية يوم الخميس الماضي عن ترؤس صاحب السمو أمير البلاد المفدي حفظه الله للاجتماع الأول للجنة العليا للتنسيق والمتابعة لسنة 2008 في الديوان الأميري علي مدي ثلاثة أيام متتالية وقد نوقش في هذا الاجتماع الذي حضره معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة وزير البلدية المشاريع التي تنضوي تحت لواء البلدية وأشغال من خطط عمرانية وأراض وبني تحتية وطرق.
ما يسعدنا في هذا الخبر ليس عقد اجتماع يناقش مشاريع البلدية وأشغال فما أكثر الاجتماعات التي تعقد وليس وراءها طائل ولا عائد ولكن ما أسعدنا هو عقد هذا الاجتماع في الديوان الأميري علي وجه الخصوص وترؤس سمو الأمير حفظه الله له وتوصيته بضمان جودة وسرعة إنجاز هذه المشاريع ما أسعدنا هو إشعارنا باهتمام صاحب الأمر بأمور رعيته بشكل مباشر لا عن طريق وزير أو مدير مما يزيد من تقديرنا واجلالنا لصاحب السمو الأب الحاني علي ابنائه كما عبر عن ذلك ذات يوم معالي رئيس الوزراء في اشارته لاشراف سمو الأمير علي مسألة توظيف القطريين ومتابعته لها بشكل مباشر حيث أنه يتعامل مع هذا الموضوع بمشاعر الأبوة نحو الشعب.
ليس هذا المقال مدحاً ولا تزلفاً ولا رياء ولكنها الحقيقة عارية ونحن غالباً ما نبتعد عن إعلانها إذا ما شعرنا أنها تسوق لنا التهم، ولكننا لا نتواني عن النقد وتلمس الأخطاء كلما سنحت لنا الفرصة دون خوف ليس دائماً المدح وذكر المحاسن نفاقاً وليس دائماً الذم وذكر المساويء مروءة فلكل وقته ومقامه وقد اخترت اليوم أن أعلن الحقيقة وأصرح بالواقع لأن الله يحب الشاكرين ولأن أميرنا يستحق الشكر قد لا يفهم شعوب الأقطار الأخري ذلك وقد لا يتقبلونه أو يستوعبونه بحكم تجاربهم الخاصة وعدم انسجامهم وحكامهم، ولكننا نحب أميرنا.
ولقد استشففت من بعض الرسائل التي تصلني بين حين وآخر عبر الايميل ومن بعض الأحاديث هنا وهناك اعتقاد الآخرين من غير القطريين بعدم محبتنا لقائدنا وتمثيلنا لهذه العواطف وإجبارنا عليها ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً إذ لا أحد يجبرنا علي قول ما لا نريد قوله فكيف بشعور ما لا نشعره فعلاً.
ويكفي أننا الدولة الوحيدة - علي حد علمي - التي انصهر قائدها في شعبه بحيث دُعيت كافة فئات الشعب لحضور حفلي زفاف نجليه.
كفي به وبسمو حرمه موقفاً مشرفاً من شعبه إشراكه معه في أفراحه بل والترحيب بنساء الوطن ومصافحتهن وتقديرهن في تلك المناسبتين. كفي به موقفاً مشرفاً ذلك الموقف لنعلم مدي قرب الأمير من شعبه والشعب من أميره وحرمه.
ولقد رأينا في دولتين خليجيتين تجربتين عميقتين علي هذا الغرار التجربة الأولي موقعاً ومكانة هي تجربة دولة الامارات العربية المتحدة مع بابا زايد رحمه الله وهي تجربة فريدة من نوعها علي الاطلاق إذ لم يكسب القائد قلوب أبناء شعبه فحسب بل كسب قلوب شعوب الأقطار الخليجية جميعاً حتي أضحينا في قطر نطلق عليه بابا زايد وما زلنا نترحم عليه، وفي ذلك عبرة.
العبرة في أن المحبة لا ترتبط بالمصلحة دائماً أو شرطاً وإلا لما أحببنا بابا زايد ولما أسميناه بابا زايد ونحن في قطر لا يطالنا شيء من خيره. ولكننا أحببناه لحسن خصاله ومحبته لشعبه وإغداقه عليهم ورحمته ورعايته لهم التي كانت واضحة للقاصي والداني طيب الله ثراه.
والنموذج أو الأنموذج الثاني هو لأمير الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله الذي كان ارتباطه بشعبه واضحاً للعيان.
وأعتقد بأن النموذج الثالث هو لسمو الأمير حفظه الله الذي كسب قلوب شعبه بحكمته وتواضعه وتقديره له. وأريد أن أضيف طيبته لأنها معلم بارز من معالم شخصيته وصفة تقربه لنا وتحببنا فيه كشعب ولقد زاد من تقديرنا لسموه اجتماعه للتنسيق والمتابعة علي مدي ثلاثة أيام بالديوان الأميري.
ونأمل أن يكون هذا الاجتماع مقدمة لاجتماعات أخري تعني بالمتقاعدين وتحسين رواتبهم، المتقاعدين السنير الذين ذكرهم رئيس التحرير الاستاذ يوسف درويش في مقالته، والمتقاعدين الجنير الذين هم أكثر تعرضاً للظلم والغبن وهم الذين لا يتحصلون علي شيء من رواتبهم إذ تلتهمها سلفيات البنوك وغلاء المعيشة وهم الذين لا يجدون مصاريف جيوبهم في الثلث الأخير من الشهر رغم كونهم أرباب أسر وهم الذين يكابدون الويلات ليتمكنوا من شراء ضروريات حياتهم وما يطرأ علي ممتلكاتهم من أعطال ناهيك عن التمتع بمتع الحياة الأخري.
ونأمل أيضاً أن يكون هذا الاجتماع مقدمة لاجتماعات أخري تسوي فيها مشكلة الطبقية في قطر لأنها حصلت بالفعل فنحن الآن مجتمع طبقي والمطلوب ردم الفجوات بين الطبقات وتقريبها من بعضها عبر زيادة رواتب الفئات الأدني لا نقول لمعادلة الفئات الأعلي ولكن علي الأقل لمقاربتها ولن يحدث ذلك بزيادة الفئات العليا أضعافاً والدنيا فتاتاً.
ونحن بحاجة كذلك لاجتماعات تناقش الغلاء وتبحث عن مصادره وتجتثها من جذورها.
مع التوصية بسرعة انجاز هذه المهام لتري النور قريباً .
alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء
شكرا..ولكنها ناقصة
بقلم : سهلة آل سعد
أطلقت وزارة الاقتصاد والتجارة خدمة إلكترونية في موقعها علي شبكة الإنترنت منذ 22 أسبوعا اسمتها أين تتسوق؟ تعلن فيها أسبوعيا في جدولين عن أسعار السلع الاستهلاكية بالمجمعات التجارية الكبيرة في الدولة بنوعيها غذائي وغير غذائي وتبين في هذين الجدولين سعر كل سلعة في كل مجمع أو جمعية أو هايبر ماركت فيري القاريء للجدولين الفروق بين كل مجمع وآخر في أسعار ذات السلعة وهي فروق تتراوح ما بين الربع ريال والريال أو أكثر أحيانا في بعض السلع وتتيح للمستهلك معرفة أي المجمعات أحري بأن يقصده وأيها أحري بالترك كما أن هذين الجدولين يوضحان أي السلع ارتفع ثمنها عن الأسبوع السابق ولو بربع ريال وأنتم تعلمون أن ربعا علي ربع تكوّن الآلاف بل الملايين من الريالات।
ومن جدولي هذا الأسبوع (من 1 إلي 7-6-2008) الذي هو الأسبوع رقم (22) منذ اطلاق الخدمة يتضح أن 4 سلع غذائية قد ارتفع ثمنها في خمسة مجمعات من مجموع 31 سلعة غذائية يعرضها الجدول، بينما انخفض سعر سلعة واحدة فقط.
وأنه ارتفع سعرا سلعتين من السلع غير الغذائية من مجموع 15 سلعة معروضة في الجدول.
ونحن نتساءل كمستهلكين يهمنا معرفة الفروق بين السلع في المجمعات لتجنب الغلاء والغش هل يكفي عرض عدد 31 سلعة غذائية من بين آلاف السلع الغذائية التي تعج بها المجمعات، و 15 سلعة غير غذائية فقط!! هل جميعنا يستعمل الأنواع القليلة المذكورة في الجدولين؟!
وهل من المعجز ذكر جميع السلع الموجودة في المجمعات التجارية علي وزارة تعني بالتجارة وأمورها؟!
بل يجب ان يتعدي الأمر أسعار سلع المجمعات الاستهلاكية إلي أسعار المطاعم وقطع غيار السيارات وغيرها.
ففيما يخص قطاع المطاعم مثلا هناك تذبذب وفروقات ملموسة في أسعار بيع سندويتشات الشاورما مثلا لا حصرا فهناك مطاعم تبيع الساندويتش الواحد منها ب 5 ريالات وأخري تبيعه ب 7 ريالات وأخري ب 8 وهناك من يبيعه بعشرة ريالات وكلها مطاعم عادية تعج بها الشوارع التجارية في المنطاق المختلفة فلماذا هذه الفروق الجلية في الأسعار بينها؟!
بل إن من يبيع سندويتشاته بأسعار مرتفعة لا يعمل لأن تكون ألذ ممن يبيعها بالخمسة ريالات فالأخير ألذ من الأول.
وكذلك فروق الأسعار بين كافتيريات الفطائر وغيرها من أطعمة المطاعم.
أما قطع غيار السيارات فسأستشهد عليها بسعر بطارية السيارة علي سبيل المثال حيث كانت تباع في السابق ب 140 أو 150 ريالا وأصبحت الآن ما بين 450 - 500 ريال وقس علي ذلك بقية القطع.
فلماذا لا تعرضها لنا وزارة التجارة والاقتصاد مشكورة في جداول اضافية وليصبح عدد جداول خدمتها الجديدة (أين تتسوق؟) خمسين أو مائة جدول أو أكثر نحن لا نعارض ذلك وهي لا يعجزها ذلك لأنها وزارة الاقتصاد علي سن ورمح ويكفي ان تطلب بخطاب رسمي من جميع المحلات ذات الاختصاص موافاتها بجداول توضيحية لأسعار سلعها كل شهر ولكن عليها كذلك أن تلزم المحلات بعدم زيادة الأسعار كل فينة وأخري لأن ذلك ليس ممتعا للمستهلك سواء في حال زيادة الرواتب أو عدمها.
وليتها تضيف الي خدمة أسعار السلع خدمة أسعار الخدمات لمعرفة الأسعار الأقل أولا ولخلق المنافسة بين المحلات حين يعلمون أن أسعارهم منشورة علي الهواء مباشرة ومتاحة للمقارنة والمفاضلة والاستبعاد ففي النهاية ليست أهمية تلك الخدمة في معرفة سعر كل سلعة علي وجه التحديد ومقارنة أسعارها في كل مجمع وهايبر ماركت ومحل ولكن أهميتها تكمن في تعريفنا بالهايبر ماركت والمحل الأقل سعرا لنرتاده ونحن مطمئنون ونشتري منه ونحن آمنون بأنه الأرخص بين الجميع وكذلك نشر تفاصيل كل سلعة مهم لإيقاف إدارات تلك المجمعات والمحلات المتكسبة عند حدها وإعلامها بأن المشتري مطلع وواع وبإمكانه اختيار الجهة ذات السعر الأقل.
شكرا لوزارة الاقتصاد والتجارة وبانتظار قوائم أخري تشمل جميع السلع والبضائع والأطعمة والخدمات اطلاعا للمستهلك وترويعا للجهات المزايدة وخلقا للمنافسة الصحية التي تهدف وتقود الي خفض الأسعار لا رفعها.
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء ॥
جوهرة الجنوب॥ والخطة العمرانية الشاملة
بقلم : سهلة آل سعد
في زيارة استطلاعية للمعرض التعريفي بخطة تطوير مدينة الوكرة المقام في خيمة أنيقة في المنطقة التابعة لنادي الوكرة الرياضي اطلعت وأطلع عدد من أهالي مدينة الوكرة علي المخطط المزمع تنفيذه تحت عنوان مشروع تطوير النطاق البلدي للوكرة والذي تعكف الهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني علي انجازه في السنوات القادمة جنباً إلي جنب مع مشروع تطوير منطقة الخور।
لماذا المنطقتان المذكورتان بالذات؟ لأن لهما أوضاعاً جغرافية واقتصادية واجتماعية خاصة بحسب ما قيل في برنامج المؤشر علي الفضائية القطرية مساء الأحد الماضي.
في الحقيقة كان المعرض التعريفي بالمشروع لسكان الوكرة غاية في التنظيم تعرفنا من خلاله علي ما يخطط لإنشائه في السنوات ال25 القادمة حيث حدد عام 2032 كعام لانتهاء أعمال المشروع علي أن يبدأ العمل به بعدما يقارب العامين أي لن يبدأ فوراً ولا قريباً ولا ندري هل سيلتزم واضعو التاريخ بإنهاء مشاريعهم بحلوله أم ستطاله يد التسويف والتمديد بدعوي تغيير الخطط واستحداث مشاريع جديدة وظهور أولويات مفاجئة ليصبح التاريخ النهائي 2082 بدلاً من 2032 خاصة وأن كثيراً من مشاريعهم الحالية لم تنفذ في مواعيدها المحددة وأرجع ذلك لإدخال خطط مستعجلة في خط سير خططهم الأصلية وأسباب أخري، فهل سنشهد تكراراً لهذه الأعذار مع المشاريع الجديدة خاصة وأنها مشاريع غاية في الضخامة مساحة وعمراناً.
وإذا أُجلت مشاريع الطرق العادية وسوفت علي صغر حجمها فهل نرتجي تقيداً بالموعد مع المشاريع الهائلة حتي إنها من شدة ضخامتها واتساع مساحتها ونطاقها لتصلح لأن نطلق عليها مشاريع فضائية أو مشاريع الخيال العلمي أو مشاريع الأحلام ومن الأحلام ما يصبح حقائق وواقعاً ملموساً.
ولكن لماذا يتم تكليف شركة سنغافورية هي شركة سوربانا الاستشارية السنغافورية باعداد الخطط الشاملة لتطوير الخور والوكرة؟! أبعد طريق سلوي يا هيئة التخطيط؟!
كما أن هناك بنداً يثير التساؤل حول إمكانية اعاقة سير عمل المشروع وانتهائه في وقته المحدد حيث ورد في أحد كتيبات الهيئة بينما سيستغرق تنفيذ الخطة الشاملة 25عاماً فإن الأولويات والظروف السائدة قد تتغير بحيث يتعذر تنفيذ بعض المقترحات وعليه سيتم تحديث الخطة الشاملة كل خمس سنوات للتمكن من اعادة تقييم الأولويات وقد يؤدي ذلك إلي تغيير المقترحات الخاصة بمناطق معينة والابقاء علي مقترحات أخري وفقاً لتغير الأولويات أي كل خمس سنوات سيتوقف العمل ويغير نمطه وفقاً لمتطلبات العصر وهناك خمس خمسات في ال25 سنة أي سيتم تحديث الخطة واعادة قولبتها خمس مرات خلال المدة المطروحة ولكن هناك احتمال عدم التمكن من انهائها في 25 عاماً وقد تضاف علي ال25 خمسة أو عشرة أو خمسة عشر أخري، فكم مرة سيعدل المشروع؟! علماً بأن هيئة التخطيط لم تحدد حتي اليوم المساحة المطلوبة أو تاريخاً دقيقاً للبدء بالتنفيذ حيث قال السيد مدير الهيئة في البرنامج التليفزيوني حينسأله المذيع عن مساحة المشروع وأرقامه بأنه لا يوجد رقم معين في الوقت الحالي ولكن سيتم وضع رقم والاعلان عنه فيما بعد.
نعلم أن المشروع ليس لجيلنا ولكن نتمني أن يكون لجيل الأبناء لا الأحفاد. حقا ً سيطال جيلنا منه ورورة الماكينات وغبرة الأتربة وربكة التغييرات وازعاج الانشاءات ولكننا راضون بذلك إذا كان في سبيل حياة عصرية للأجيال اللاحقة.
ما ملامح هذه الخطة العمرانية الشاملة كما اصطلح علي تسميتها؟
فيما يخص مدينة الوكرة فقد خطط لأن تشمل عدة معالم:
1- مركز مدينة الوكرة وخطط له أن يقع في جنوبها بينها وبين مدينة مسيعيد الصناعية.
2- الواجهة المائية لمدينة الوكرة والتي ستمتد إلي أكثر من 13 كم علي امتداد خط الساحل الواقع بين منطقة رأس أبوفنطاس شمالاً إلي المنطقة الاقتصادية 3 جنوباً أي ما يطلق عليه سكان الوكرة بيت الغاز وتضم هذه الواجهة المائية ثلاث مناطق: منطقة الحدائق العائلية المنطقة التجارية والتراثية- منطقة النشاطات الترفيهية.
3- المتنزه الإقليمي لمدينة الوكرة وسيتم انشاؤه علي الأرض الفضاء بين مدينتي الوكرة والوكير.
4- مجمع الوكرة الرياضي وسيكون بمحاذاة طريق الدوحة السريع.
5- ملعب الوكرة للجولف وسيكون متاخماً لمنطقة الكثافات السكنية العالية المقترحة بين منطقة مركز المدينة الجديد ومدينة الوكرة.
وأيضا خطط لأن تمتد مدينة الوكرة لتصل إلي نهاية منطقة الوكير وإلي منطقة المشاف أي ستنهمر الوكرة والوكير والمشاف في بوتقة واحدة وسوف تري رقعة واحدة من الجو.
أما لماذا استحدث مركز جديد للوكرة في جنوبها لا في وسطها؟
فالجواب هو بعداً عن الأراضي المستملكة وتجنباً لنزع الملكيات إذ سيقام مركز المدينة الجديد علي أرض حكومية وأيضا ليكون موقعه استراتيجياً متوسطاً بين الوكرة الحالية وبين المدينة الصناعية في الجنوب والأهم لتستوعب كثافات سكانية مرتفعة خلال ال25 سنة القادمة !!
أي بعد 25عاماً أو أكثر سينظر أبناؤنا إلي منازلنا الحالية علي أنها الوكرة التراثية القديمة كما ننظر نحن إلي منازل أجدادنا علي البحر التي حولت إلي مزارات تراثية وستكون المدينة الجنوبية هي الحاضر العصري.
ما أغرب الحياة!!
ولكن ما حكاية لتستوعب كثافات سكانية مرتفعة خلال ال25 سنة القادمة !!
ما يخيفنا نحن سكان الوكرة الأصليين من هذه الجملة والتي نقلتها من كتيب الهيئة الخاص بالمخطط أن تطمس معالمنا وتضيع هويتنا في الزخم الهائل من العمالة الوافدة فمن يزور الوكرة اليوم وخاصة شواطئها يومي الجمعة والسبت يري بأم عينه الكثافة السكانية الهائلة فكيف إذا كانت الخطط تقوم علي بناء مدن شاسعة حديثة لاستيعاب أعداد يخطط لجلبها في المستقبل للإقامة فيها؟!
يفرحنا أن تتطور مدينتنا ودولتنا كلها ولكن ليس علي حساب الإنسان والهوية ويسعدنا بل يثلج صدورنا أن نراها تعلو وترتقي ولكن مع مراعاة التوازن في التركيبة السكانية.
فإذا كنا اليوم لا نتعدي ال250 ألف مواطن أو ما يقارب هذا الرقم بينما يعيش بين ظهرانينا مليون ونيف وافد ومدننا أرضية لا فضائية فكيف إذا بلغنا ذلك المستوي من التقدم النهضوي والمعمار ذي المنظور المتطور والمدن ذات الطابع الفضائي هل سيري الإنسان القطري حينها في الشارع رؤية واضحة بين أكداس الأجانب الذين أقيمت هذه المدن الهائلة لتستوعبهم وترفه عنهم.
وكم سيكون تعداد السكان القطريين حينها 400 ألف نسمة والأجانب عشرين مليوناً.
إذا جعلنا الله وإياكم من الأحياء حتي ذلك اليوم سنري ما سيصبح عليه حال البلد وقتذاك. وإذا لم يجعلنا نرجو أن يلطف الله بالأجيال القادمة فلن يكون الخوف عليهم حينها من قنوات فضائية تحمل الغث والسمين وتبث المشاهد الإباحية والأفكار المسمومة.
ولكن سيكون الخوف عليهم من مدن فضائية هي مدنهم التي سيتعايشون فيها مع مالا نعلمه علي وجه التحديد اليوم.
هل نأمل خيراً من هذين المشروعين؟
نأمل خيراً علي أن تراعي التركيبة السكانية والهوية القطرية والإنسان القطري الذي هو أساس وركيزة النماء في هذا البلد وعلي أن تحدد هيئة التخطيط خططها بأرقام وتواريخ ملزمة وألا تتركها للأهواء والأنواء والارتجالية تتقاذفها وأن تضع نصب عينيها أخلاقيات البلد وأمانة الأجيال القادمة التي ستشهد ذلك العصر المزدهر.
sehla.alsaad@yhoo.com
بقعة ضوء
رداً علي مقال(خلو رجل)
بقلم : سهلة آل سعد ॥
أرسل لي أحد الإخوة العرب الأفاضل المقيمين في دوحة الخير من الذين عايشوا العصرين الجميل الغابر والقبيح الحاضر (عصر تقدير القطري وعصر إقصاء القطري - عصر عدم ادعاء التخطيط وعصر انعدام وارتجالية التخطيط) إيميلا صادقا وواقعيا إلي حد بعيد أردت أن أشرك القاريء الكريم في الاطلاع عليه:
الأخت الكريمة سهلة آل سعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اطلعت علي مقالك (خلو رجل) في زواية بقعة ضوء في عدد جريدة الراية الصادر
يوم 14-5-2008م وأود أن تسمحي لي بالتعليق التالي:
أنا في الواقع أوافقك علي تعصبك لبيئتك وبلدك وأراعي تحفظ الكثيرين لدي الكتابة عما يحدث ويجري خوفا من اعتبار حق التعبير عن الرأي ضرب من ضروب المؤامرة.
لكن ما ذنب من يستقدم للعمل في قطر وتدفع له الرواتب المغرية؟ لقد عايشت قطر قبل الطفرة بعدة سنوات وبعد الطفرة.
أنا لا أري علي الإطلاق أي تغير أو تقدم قد حصل، فما جري ويجري هو فقاعة هواء بدون أي تخطيط وبدون الاستعانة بخبراء تخطيط للمدن والمرافق ولاحظت بأن هنالك عددا من الهوامير هم وحدهم الفئة المستفيدة مما يجري.
الطرق مسدودة والقيادة في شوارع الدوحة أضحت في منتهي السوء ومن يقوم علي التخطيط لا يعرف ألفها من يائها والأسعار والعقارات في العلالي ازدادت المطاعم وعذرا منك قل الحياء وخرجت النساء الأجنبيات ومنهن العربيات كاسيات عاريات في عري فاضح لم يعتد عليه أهل قطر المحافظون، وهنالك في بعض الجنسيات العربية من تفوق علي الاجانب في الصخب والعري وأصبح تدخين الشيشة في سوق واقف علي عينك يا تاجر، بعدما كنا لا نري ظفر امرأة قبل عدة سنوات، سقا الله علي أيام التحشم والأخلاق.
تصرف بلايين الريالات بدون أدني تخطيط علي الأجانب ويحرم منها أهل قطر، يستضاف المتقاعدون من الغرب ممن تعبوا من الحياة واللاعبون الذين أصبحوا طي النسيان لرعاية المناسبات ويعودون محملين بالهدايا والريالات وشهادات التقدير.
تفتح الجامعات من كل حدب وصوب بالريالات القطرية ويدخلها أبناء الصفوة والأجانب ويحرم القطريون من تحسين مستوي تعليم أبنائهم.
أختي الكريمة،
لا تصبي جام غضبك علي الأجانب، بل علي من أحضروهم، وأنا لا أري داعيا لاحضار هذا العدد الهائل من العمالة لخدمة بلد لا يتجاوز عدد سكانه 220.000 مئتين وعشرين ألف نسمة، وإن كان لابد من احضار العمالة فلتكن من البلاد العربية الإسلامية ومن ثم البلدان الإسلامية وهنالك العديد من الخبراء والأخصائيين العرب ممن يتفوق علي أصحاب البشرة البيضاء والعيون الخضراء.
أنا أوافقك الرأي علي الخوف المفزع من تغيير التركيبة السكانية في قطر والعديد من دول الخليج وأخاف ان تضيع أو تنصهر بعض الدول وان يفقد أصحاب الأرض الأكثرية فنري ماهندرا سنغ قد أصبح رئيسا للوزراء بقرار من مجلس الأمن أو من قوات التحالف التي ستظل تحتل العراق للمئة عام القادمة.
نعم أختي الكريمة، السيناريو مفزع والمستقبل يخبيء أشياء لا قبل لنا ولكم بها لأن أصحاب الشأن غارقون في أرقام ثرواتهم ولا يعرفون عن معاناة الناس.
لابد من وقفة مع النفس، لابد من بناء الإنسان القطري قبل البدء ببناء الدفنة واللؤلؤة ولوسيل و... و... فبناء الإنسان أفضل ألف مرة من بناء الأبراج والمشاريع التي لا معني لها سوي جني الأرباح لحفنة من الناس، القطري يجب ان ينهض ويشمر عن ساعديه ولا يكتفي بتوقيع كارت الدوام أو بالجلوس خلف الطاولة كإداري وليس كفني، فمن سيقوم بصيانة الشوارع والبنايات والمرافق غير أبناء البلد؟
أختي الكريمة،
أكتفي بهذا القدر لأن الموضوع شائك ومتشابك وليس بيدك أو بيدي حل هذه العقدة، فمن بيدهم الحل والربط يحيط بهم زمرة لا تعرف سوي المدح ومسح الجوخ وأخذ العمولات ولا يهمهم أمر قطر .مع تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح، وكل الخير لقطر وأبنائه .
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء ॥
خلو رجل
بقلم : سهلة آل سعد
مصطلح جديد اقتحم قاموسنا المحلي مع الوافدين الكثر الذين اقتحموه فكأنه لا يكفي أن لا ديمقراطية حقيقية لدينا ولا رواتب منصفة ولا وظائف مرموقة ولا قروض اسكان وافية ولا دعم للسلع الأساسية كالأرز ولا جهود جلية لمحاربة الغلاء اضافة للغزو السكاني الذي اجتاحنا والذي يتجلي في مشاة وعربات الشوارع ومرتادي الأماكن العامة علي اطلاقها، كأنه لا يكفينا هذا كله لنضيف إلي مآسينا مأساة جديدة اسمها خلو الرجل وقد يقول قائل ولكن قانون الإيجارات يحرمها فأرد عليه شتان ما بين ما هو مكتوب وما هو واقع।
فالقطري الذي يريد أن يزيد دخله مؤخراً عبر ممارسته لتجارة ما عليه أن يرضخ لقانون السوق السوداء لا قانون الإيجارات الحكومي حيث لا توجد محلات للإيجارات دون خلو أو خلو وتأجير من الباطن أو ايجارات خيالية والخلو يبدأ للمحلات المهترئة من مائة ألف ريال فأكثر أما المحلات المضبطة ذات الواجهات المقبولة فخلواتها تعجيزية ناهيك عن ايجاراتها. حقيقة آخر مرة سمعت فيها مصطلح خلو رجل كان منذ سنوات بعيدة في الأفلام المصرية إلي أن سمعته يتردد علي أفواه أهل قطر الراغبين في استئجار محلات تجارية مؤخراً.
وطبعاً المحلات أغلبها تحت ادارة وافدين وإن كان الاسم لقطري لذا فإن المتحصلين علي مئات آلاف الخلوات هم الوافدون لا القطريون. لذا لا أستنكر مهاجمة عمدة لندن الجديد ذي الأصل التركي لاكتساح المسلمين بلده وإن كنت أتحفظ علي صدور هذا الهجوم من شخص ذي أصول اسلامية مهاجرة وأتحفظ أيضا علي خصه المسلمين بالذات بالذكر لا المهاجرين علي عمومهم لأن من يزر لندن الآن يجدها خليطاً من الأعراق، قد يكون العرق الإسلامي هو الطاغي فيها ولكن العرق اليهودي هو الطاغي أيضاً في الولايات المتحدة فلماذا لم يهاجم؟!
عموماً لا أؤيد الاختلالات السكانية ولا أجد مبرراً لاكتساح الأجناس البشرية بلا حدود ولا حساب أراض غير أراضيها فماليزيا علي سبيل المثال تتكون من ثلاثة أعراق هم المالاويون سكان ماليزيا الأصليون والهنود والصينيون فما الذي أتي بالهنود والصينيين إلي ماليزيا؟! لماذا الخلل في التراكيب السكانية عالمياً.
قد يعتبرني البعض متعصبة ولكني أؤيد بقاء كل في أرضه إلا بقدر محدود تفرضه الحاجات وتحده الحدود وكثير منا إن لم يكن جميعنا ينظر إلي تجربة دبي بشيء من الانزعاج.
فمدينة تقدح بالآسيويين والأجانب هل هي مطلبنا ومبتغانا؟
تري ما الذي يواجهه القطريون في نصف العقد الأخير علي كافة الأصعدة؟!
في مكالمة هاتفية سألت احدي المعارف هل رأيت حفل تخريج طلبة كارنيجي ميلون أم فاتك المشهد؟ فأجابت ولكن سعر العيش الأرز ارتفع.
فأعدت المعلومة ظناً مني أنها لم تصلها في المرة الأولي فما كان منها إلا أن أجابت: ولكن الأسعار غالية كل شيء غال. عندها صمت لقد لامست شعورها وتألمت له. انطفأ شيء بداخلي وتذكرت كلمات قرأتها للشاعر الاسباني غارسيا لوركا هي قصة عن رجلين كانا يسيران علي حافة نهر أحدهما غني والآخر فقير حيث قال الغني أوه يا لجمال ذلك الزورق المنساب علي صفحة الماء ويا لجمال تلك السوسنة المزهرة علي الحافة ولكن الفقير تمتم قائلاً: أنا لا أري شيئاً أنا جائع.. جائع.لقد استرجعت هذه القصة لحظتها وكم في القصص من عبر.
Sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء ॥
هل هو غزو ثقافة وهوية ؟ لا
بقلم : سهلة آل سعد ॥
اتصل زميل من صحيفة الجلف تايمز يسأل ضمن تحقيق يجريه للصحيفة عن رأيي في التدفق البشري والأعداد المتزايدة للوافدين الي دولة قطر ومدي تأثير ذلك في الهوية والثقافة القطرية، وهل يعد ذلك غزوا ثقافيا، خاصة وان الإحصائية الأخيرة للسكان تقول إن العدد قد وصل إلي المليون والنصف مليون أو جاوزه بقليل (طبعا عددنا لا يتجاوز الثلاثمائة ألف)।
فأجبته إن التدفق البشري الذي نشهده الآن هو غزو سكاني ووظائفي واستهلاكي وليس غزوا ثقافيا أو غزو هوية، هو غزو شوارع ان جاز لنا التعبير حيث اكتظت طرقنا بالسيارات وأصبحنا نقضي الأوقات الطويلة بانتظار الاشارات المرورية التي لم تعد تسمح لنا بالمرور من الإضاءة الأولي ولكن صار يتحتم علينا انتظار انبلاج الإضاءة الخضراء مرتين أو ثلاث لنتمكن من تجاوز الاشارة لنعيد الكرة مع اشارة أخري إلي أن نصل الي مقصدنا متعبين من وعثاء الطريق.
ولقد صرح لي أخ عربي أتي الي الدوحة في التسعينيات ثم غادرها ليعود الآن ويتفاجأ بما أصبح عليه الحال من ازدحام واكتظاظ طرق، قائلا: لقد عدت هاربا من زحام القاهرة طالبا الدوحة القديمة الهادئة فلم أجدها ولأنه يكره الزحام ولا يجد مكسبا في الخروج من هدوء مكتبه للاصطفاف في طوابير الشوارع أوقاتا طويلة فإنه لا يخرج من عمله إلا متأخرا ليضمن انخفاض معدل الازدحام ولو قليلا.
والأعداد المهولة للوافدين تتجلي لنا أيضا أيام العطلات الرسمية (خميس وجمعة) في الأسواق والأماكن العامة والكورنيش ولمن أراد أن يري الزحف السكاني علي حقيقته فليزر فرضة الوكرة والساحل المحاذي لها يوم الجمعة عصرا.
وهو أيضا غزو وظائفي حيث يستحوذ الوافدون علي الوظائف المرموقة والرواتب الدسمة ويتركون للسكان المحليين الوظائف الأقل شأنا والرواتب المتدنية.
فهم قد استوطنوا المجمعات الفخمة ذات الكماليات والرفاهية وتركوا للسكان الأصليين الهنود الحمر (عفوا أقصد القطريين) السكن في البيوت المؤجرة البسيطة أو في ملاحق منازل ذويهم أو داخل بيوت ذويهم، وما يزيد الغيظ أن الدولة هي من فتحت لهم الباب علي مصراعيه وهي من تسكنهم الفلل الفخمة المجانية وتوفر لهم العلاج المجاني والمدارس المجانية والتذاكر المجانية والمواصلات المجانية أو ببدلات ثم تسلمهم شهريا مبالغ خرافية لا يحلمون بها يحولونها الي أرصدتهم الخارجية ولا يصرفون منها داخليا إلا القليل (كل شيء مجاني فلماذا يصرفون؟!).
وهو كذلك غزو استهلاكي فما كنا نجده بالراحة مما نرغب به من مستهلكات يومية بسيطة كالمعجنات (الروتي والبقصم) ما عدنا نجدها لا في الجمعيات ولا في السوبر ماركت إلا علي فترات وبالأسبقية، حيث يستهلك المليون والثلاثمائة ألف الأنواع الجيدة التي اعتدنا عليها من المعجنات ان لم يستهلكوها جميعها الجيد والأقل جودة.
أفلا يعد هذا غزواً وامتصاصاً للأخضر واليابس؟
جيفارا.. وحنظلة.. وطمبحلة
في الأعوام الأخيرة صارت سيارات الشباب تحمل رسوماوصورا وكتابات غريبة وغربية منها صورة الزعيم الثوري اللاتيني تشي جيفارا رفيق نضال الرئيس السابق الكوبي فيديل كاسترو وقد تساءلت في مقال سابق هل يعرف الشباب صورة من يضعون علي زجاج سياراتهم ام انهم يظنون انه احد مطربي الغرب المجانين؟ خاصة وان هيئته ذات الكاب والشعر الأشعث المتطاير توحي بذلك.
هل يعرفون بأنه جيفارا الطبيب الثائر الذي لم يعثر علي رفاته الا بعد ما يقارب الثلاثين عاما من رحيله في قبر جماعي مقطوع الذراعين مع ستة آخرين من رفاقه في احد جبال بوليفيا.
والذي تم استغلال صورته كرمز ثوري تجاريا في جميع انحاء العالم حتي وصل الينا ووضعه اصحابنا علي زجاج سياراتهم غالبا دون ان يعرفوا هويته. بل وصل الأمر الي ان الاطفال اصبحوا يشترون صوره بأحجام صغيرة من محلات زينة السيارات ليلصقوها علي أبواب غرفهم ونوافذها وعلي حافظات نقودهم وربما كتبهم الدراسية!!
وفي الفترة الأخيرة انتشر رسم آخر علي خلفيات السيارات في شوارع الدوحة وهو رسم لطفل يعطينا ظهره ويضع يديه علي مؤخرته، وعلي رأسه بضع شعيرات نافرة.
هل يعلم واضعو هذا الملصق من يكون هذا الطفل أم أنهم ألصقوه كما ألصقوا جيفارا قبله مجرد حركات ولفت نظر ليس إلا؟!
غالبا أيضا هم لا يعلمون أن هذا الطفل هو حنظلة توقيع ورمز كاريكاتيرات الشهيد ناجي العلي فنان الكاريكاتير الفلسطيني الذي اغتالته أيدي الموساد الإسرائيلي في الثمانينيات من القرن الماضي والذي كان يضعه أسفل كاريكاتيراته.
وبما اننا أتينا علي ذكر ناجي العلي فإنني استغرب من دعوة بعض العرب لنا للتعلم من اليهود المتحضرين الذين يتعاملون بالقانون والمحاكم كيف لم يتعاملوا مع فنان الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد بالمحاكم والقانون؟!! وتري ما هي الفروق السبعة أو السبعين ما بين رسام الكاريكاتير الفلسطيني ورسام الكاريكاتير الدنماركي؟!
نعود لحنظلة الذي انتشرت صوره مؤخرا ونتساءل تري ما الملصق التالي الذي سنراه علي خلفيات السيارات؟! هل سيكون طمبحلة أم صقنقور أم فرغلي إذ من العار أن توضع أم صجمة علي سيارات الشباب.
sehla,alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء ॥
الرسالة التي أرسلها الدكتور علي حجازي مع أحد مرضاه من الأردن
بقلم : سهلة آل سعد ॥
هي رسالة أرسلها لي الدكتور علي حجازي من المملكة الأردنية بمعية أخت قطرية قصدت الأردن لعلاج والدها علي يديه وبقدر ما فاجأتني هذه الرسالة بقدر ما سلّطت الضوء علي علاقة الدكتور بمؤسسة حمد الطبية وعلي الفترة التي قضاها فيها والفترتين॥ التي سبقتها والتي تلتها। وقد كتبها بعد قراءته المقال المنشور في الراية بعنوان تعميم رقم (1) لسنة 2008 لتكميم الأفواه بتاريخ 5-3-2008।
إليكم الرسالة دون رتوش لمن يهمه الأمر:
الفاضلة سهلة آل سعد
تحية طيبة وبعد،
لم يقطعوا رزقي بل أساءوا إلي المؤسسة وإلي قطر، وصلني متأخراً مقالك المنشور في صحيفة الراية بتاريخ 5-3-2008 والمتعلق بمؤسسة حمد والذي جاء فيه ذكر قضيتي وتركي للمؤسسة وأرغب بتوضيح بعض النقاط التي يجهلها الجيل الجديد وهي أني عندما التحقت بالمؤسسة عام 1983 لم أكن باحثاً عن وظيفة أو مصدر رزق وإنما كنت طبيباً عسكرياً برتبة عقيد وأعمل في مركز الملكة علياء لجراحة القلب التابع للخدمات الطبية الأردنية في الجيش الأردني وهذا المركز مشهور ومعروف عالمياً ومن أشهر مراكز جراحة القلب في الوطن العربي والتحقت بالمؤسسة بعد أن طلبت وزارة الصحة القطرية من قيادة الجيش الأردني إعارتي للمؤسسة بهدف انشاء مركز لجراحة القلب في الدوحة وبالرغم من أن الراتب الذي تقاضيته في حينه لم يكن مغرياً علي الإطلاق إلا أني وافقت لأني اعتبرت تكليفي بتأسيس جراحة للقلب في بلد عربي واجباً وطنياً وقومياً وأنا كما يعرف الجميع أضع مهنتي دائماً فوق كل الاعتبارات الأخري إضافة إلي ان عائلتي وبحمد الله من النواحي المادية ميسورة الحال وأنا مكتف تماماً حتي ولو لم يكن لدي مهنة أو عمل.
بعد التحاقي بالمؤسسة عملت بجد ونشاط ونجحت في إنشاء قسم متطور لجراحة القلب والصدر والأوعية الدموية وكذلك لزراعة الكلي كما ساهمت في تطوير الاختصاصات الأخري وحصلت المؤسسة علي سمعة كبيرة في تلك الأيام.
بعد سبع سنوات انتهت مدة إعارتي وكان لابد من عودتي إلي موقعي في الخدمات الطبية الأردنية وكنت بهذه الأثناء قد ترفعت إلي رتبة لواء وهي رتبة لها وزنها في الجيوش ولكن بسبب اصرار الكثيرين واهتمام المسؤولين في الدولة بموضوع مغادرتي وأمام تيار المحبة الجارف الذي شاهدته من الأخوة في قطر قررت الاستقالة من الجيش والبقاء في قطر لأستمر في خدمة المؤسسة وهكذا فبقائي في المؤسسة لم يكن مربوطاً بوظيفة أو دخل مادي.
في السنوات التي تلت ازداد الاضطراب الإداري في المؤسسة بسبب الانفرادية والتسلط وكثرة المتزلفين كما ازداد عدد الحاسدين الذين يغصهم نجاح الآخرين وانعكس الأمر علي العمل وتقدمت عدة مرات بطلب للاستقالة ولم يتحقق ذلك لأكثر من سبب إلي أن وصلنا إلي عام 1999 حيث كان القلق والتعثر قد ازداداً وعندما أشرت إلي ذلك بعفوية وموضوعية أساء استخدامها محرر صحافي رحمه الله كان يناصب المسؤولين في المؤسسة العداء بحيث صور لقائي معه وكأنه انقلاب علي المؤسسة ورئيسها المعروف عنه أنه لا يقبل أي نقد مهما كان وتحوّل الأمر إلي إثارة صحفية وتصفية حسابات ساهم فيها عدة أطراف بسبب الحسد وللغرابة كان من بينهم طبيب من أبناء بلدي كنت قد أوصيت باستقدامه إلي المؤسسة ليشغل موقعاً مهماً وكنت أظنه صديقاً.
ولتهدئة الموقف لم أتردد بتقديم استقالتي علي الفور ولكن رفضها الوزير ليصر علي أن يقيلني ويبرهن علي أرض الواقع حقيقة الفشل الإداري والتعسف الذي كنت قد أشرت إليه مع أن المسألة كانت بسيطة إلي أبعد الحدود ولا داعي لأن تؤدي إلي خسارة المؤسسة لأحد أعمدتها وعقولها الأمر الذي أدي إلي نتائج سلبية مازالت مستمرة حتي الآن.
إن المؤسسة عزيزة عليّ ويؤلمني سماع ما يحصل بها وأسلوب الإدارة المتشنج مع الموظفين يضر المؤسسة أكثر مما يضر بالاشخاص فبعد مغادرتي استقدموا عدداً لا بأس به من الأطباء ليحلوا مكاني وتكبدت المؤسسة مبالغ طائلة وأظن الجميع يعلم أن الفراغ الذي تركته لم يتعوض، والمرضي القطريون مازالوا يبحثون عني ويتجشمون عناء السفر للحضور إلي الأردن.
رزقي لم ينقطع أبداً بمغادرتي وبالعكس فقد انفتحت عليّ أبواب الرزق وانهالت عليّ العروض من عدة دول مجاورة ولكني اخترت العمل في الجامعة الأردنية وحصلت علي درجة الاستاذية وبعدها تفرغت للعمل في القطاع الخاص ضمن فريق من كبار الأطباء في اختصاصات مختلفة وأقول بتواضع وبدون مبالغة إن دخلي الآن هو عدة أضعاف راتبي في المؤسسة.
ستظل قطر في قلبي دائماً ووجودي بها لم يكن مربوطاً بوظيفة أو راتب وللعلم فأسرتي مازالت تعيش في منزلي في منطقة الهلال وأعتبر قطر بلدي سواء كنت بها أو خارجها ولم أخسر شيئاً بالابتعاد عن المؤسسة وقلقها وإنما عز عليّ مغادرة قطر والبعد عن الأصدقاء الكثيرين هناك.
ختاماً أشكرك علي ما جاء في مقالتك وأترك لك حرية نشر هذه الرسالة إن وجدت ذلك مناسبا.
د. علي حجازي
انتهت رسالة الدكتور علي حجازي وقد أعجبني فيها سلامة لغتها وأسلوبها وأنا بدوري أشكره لإرسالها.
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء ॥
قسم عمليات رميلة॥ وعودة الروح لبدائية الستينيات
بقلم : سهلة آل سعد ..إذا رأيت كومة أشخاص منتظرين في ممر ضيق يشبه الدهليز نصفهم وقوف علي أقدامهم لأن عدد الكراسي لا يكفيهم فاعلم أنك في قسم العمليات في مستشفي رميلة واعلم أنهم مرضي ينتظرون دخولهم غرفة العمليات منذ ساعات طويلة وقوفاً علي أقدامهم في الممر!!!
وإذا رأيت حجرة الانتظار والإقامة القصيرة السابقة للعمليات وقد امتلأت أسرّتها الخمسة أو الستة بنساء وأطفال في قسم النساء وبرجال في قسم الرجال ثم رأيت ممرضين وممرضات يطلبون من الأشخاص النائمين علي الأسرّة النهوض من عليها ليضعوا أشخاصا آخرين ليكشف عليهم الطبيب ثم يعيدون المرضي السابقين لأسرّتهم ويعيدون الآخرين إلي الممر للانتظار 4 أو 5 ساعات أخري ليتكرر الطلب من نائمي الأسرّة النهوض والعودة في كل مرة يأتي فيها مريض جديد فاعلم أنك في قسم العمليات في مستشفي رميلة!!!
وإذا أعطيت موعداً لإجراء عملية الساعة 9 صباحا ثم تركت واقفا في ممر يزاحمك المواطنون والمقيمون والهنود حتي الساعة الثانية ظهرا فاعلم انك في قسم في مستشفي رميلة.
وإذا كانت مواعيدك مع طبيب معين وجميع مراجعاتك معه وموعد عمليتك معه ولكن لحظة العملية تتفاجأ بطبيب آخر يجريها فاعلم إنك في قسم العمليات في رميلة، وإذا رأيت طفلا بملابس العمليات واقفا في الممر ويدخل منه مباشرة إلي غرفة العمليات فاعلم إنك في قسم العمليات في رميلة.
وإذا رأيت شخصاً يريد الخروج من أحد الممرات فتقع علي رأسه لوحة (مخرج في حالة الحريق) لحظة فتحه الباب فمرحبا بك أنت في قسم العمليات في رميلة.
والآن ألا يحق لنا أن نفتح أعيننا وأفواهنا تعجبا وذهولا من ميزانياتنا السنوية الهائلة ومن تبرعاتنا للدول الأخري وتشييدنا مستشفيات لهم ونحن نعايش أوضاع حقبة الستينيات البدائية الرديئة في المباني والأدوات والمعاملة!!
حتي أنني أكاد أزعم أننا نكاد ننافس أفقر وأردأ مستشفي في مناطق الهند البائسة في دهاليزه الضيقة وطوابير انتظاره ومعاملة مرضاه من حيث انهاض مريض من السرير وإحلال آخر محله للكشف عليه من قبل الطبيب وكأننا لا نملك المال لشراء أسرّة كافية للمرضي أو كراس كافية للانتظار أو تشييد مستشفي يغنينا عن أبو الدهاليز هذا الذي تصدعت ممراته من كثرة اصطدام أسرّة المرضي بجدرانها أثناء اصطحاب المرضي من والي غرفهم لضيقها.
فهل لا نملك المال الذي يحفظ للإنسان في قطر كرامته من الانتظار في هذا الدهليز البدائي 5 ساعات لأجل عملية قد لا تستغرق سوي نصف ساعة يزاحمه في هذه الساعات كل من هب ودب وكل من لا يحفظ للمرء احترامه فيلتصق الآسيوي بالمرأة القطرية حين تتاح له الفرصة للجلوس علي كرسي بعد ساعات من الانتظار واقفا ملصقا كتفه بكتفها فلا يكون أمامها حينها سوي الوقوف وإكمال ساعات التعذيب الباقية علي قدميها احتراما لدينها ولنفسها.
فهل يتناسب هذا الوضع ودولة تعتبر من أغني الدول ثروة ودخلا، دولة تشيد مستشفيات الآخرين وتهمل مستشفاها البدائي مبني والبدائي أسلوباً؟!
ثم أين ما نسمع عنه من لجان أجنبية عملت علي تطوير خدمات المستشفيات؟ هل يا تري أخفوا عن هذه اللجان مستشفي رميلة ولم يطلعوها عليه ولم يعلموها بوجوده حتي لا تنصدم حين تشاهد قسم العمليات وما يجري فيه!
فعمليات رميلة لا يعاني فقط من رداءة وضيق المبني وقلة عدد الأسرّة والكراسي لانتظار المرضي ومرضي الإقامة القصيرة وبالذات قبل العمليات ولكن يعاني من بدائية ومهانة التعامل حين يهمل موعد المريض ويترك منتظرا ساعات طويلة وحين ينتظر في ممر مزحوم وحين ينوم مريض علي السرير بانتظار العملية لساعات ويوقف مريض آخر في الممر بانتظار العملية لساعات ثم يطلب من المريض النائم ترك السرير للمريض الواقف ثم يعاد المريض النائم الي سريرة ويعاد الآخر إلي الممر ليتكرر المشهد مع مريض آخر وهلم جرا.
لذا فإن هناك مرضي تأخذهم الكرامة من معاملتهم بهذا الأسلوب المسيء المهين ويرفضون الاشتراك في هذه المهازل فيثورون ويتوعدون ويهددون بالويل والثبور وهناك مرضي آخرون لا ينفكون يرمون شكاواهم في صندوق الشكاوي في القسم وآخرون يصارحون الموظفات بعزمهم علي فضح المستشفي في الصحف فلا يكون من الموظفات إلا أن يقلن ياريت علي الأقل نرتاح نحن أيضا من هذا الوضع السييء.
أشغال.. والفرصة المتاحة
حين تتاح الفرصة للإنسان الذكي يستغلها فلا يعيد نسج الشيء علي ما كان عليه سابقا إلا إذا كان راضيا عنه فمثلا لو أتيح لنا ان تعود أعمارنا عشرين عاما للوراء هل سنعيدها علي نفس نهجها الذي سرنا عليه خلال العشرين عاما التي قضت أم سنستثمرها بشكل أفضل وسنتجنب كثيرا من المطبات والأخطاء التي عرفناها فيها وسنستغل الكثير من المميزات التي أهملناها فيها.
الآن تتاح الفرصة أمام أشغال للعودة للوراء والسير علي نفس الطريق مرة أخري مع إمكانية إصلاحه وتغييره والاستفادة من الميزات الجديدة المتاحة لها أو إعادة الطريق علي علاته علي نفس نهجه السابق ولن ينوبها من ذلك سوي إعادة الردم والهدم.
أقترح علي أشغال وعلي هيئة التخطيط قبل أشغال عدم إعادة الشوارع المستقبلية علي ما كانت عليه في الماضي، أشغال وهيئة التخطيط العمراني أمام فرصة ثمينة جديدة لا تتاح لها كل يوم وقد أتيحت لها مرات عديدة في الثلاثة أعوام الأخيرة ولكنها لم تحسن الاستفادة منها في كثير من الحالات فأعادت بناء المباني علي حالها السابق قريبة من الشوارع ولم توسع في معظم الشوارع بل وسعت علي حسابها الجزر الوسطي والأرصفة الجانبية ولم تخطط للمداخل والمخارج الفرعية تخطيطا جيدا يراعي انسيابية الحركة علي مدي بعيد فعلي المركبة التي تريد الانحراف يمينا الانتظار الطويل مع المركبات التي تريد السير للأمام لأن التخطيط الفرعي جاء قصيرا جدا بينما تصطف المركبات اليوم طوابير طويلة وهناك أيضا شوارع لا تضم سوي مسار واحد لم تخطط هيئة التخطيط ولا أشغال لاحتمالية تعطل إحدي العربات أو وقوع حادث فيها.
كذلك بعض الطرق الجديدة قيد التشطيب الآن احتلت فيها المساحات الكبيرة الأرصفة علي حساب الشوارع التي جاءت ضيقة ومحصورة، والآن الفرصة مازالت سانحة أمام شارع الريان التجاري وطريق سلاح الجو - الكورنيش والشوارع الأخري التي تخطط لها هيئة التخطيط وأشغال.
نصائح صادقة أقولها لكم زيدوا مسارات الشوارع، أطيلوا مسافة المسارات الجانبية المؤدية للمخارج الفرعية اليمني، ضيقوا قليلا الأرصفة والجزز الوسطي، وأبعدوا المباني عن الطرق ردوها إلي الداخل بضعة أمتار أخري وسنشعر بأننا في مدينة فسيحة جيدة التخطيط.
شكراًِِ وزارة البلدية
لهايدبارك قطر
غمرتني الفرحة وأنا أطالع خبر التخطيط لإنشاء هايدبارك قطر، وأريد أن أشكر وزارة البلدية لأخذهاهذا المقترح بجدية والعمل علي تنفيذه.
وأود تذكيرهم بأننا نريده كالأصلي تماما حجما وشكلا قلبا وقالبا وليس عيبا ان نقلدهم في النافع.
وأستطيع القول منذ الآن أن هايدبارك قطر سيصبح بصمة سياحية ومعلما بارزا لقطر ريادة إعادة صنعه كما أعادت فرنسا صناعة ديزني لاند.
sehla.alsaad@yahoo.com
بقعة ضوء ॥
اشتدت حلكة الليل॥ فهل الفجر قريب؟!
(حزب معارضة المدير.. ورد فعل الطلاب)
بقلم : سهلة ال سعد
حينما يشتد الليل حلكة فذلك يعني اقتراب الفجر هذا ما آمنت به دائماً। وحينما يصل الأمر لسندويشات المدارس ومصروف الأطفال ويخير الطالب ما بين شراء نصف سندويش أو ما يقاربه حجماً بريال أو سندويش كامل (الحجم العادي) بريالين فإن ذلك يعني أن الليل قد اشتد حلكة لأن الغلاء قد تجاوز حياة الكبار وامتدت يداه الملوثتان الي حياة الصغار। وأنا حقاً أتساءل لماذا يباع نصف سندويش أو ما يقاربه حجماً في المقاصف المدرسية؟! هل يشبع ذلك النصف الطالب؟ وأي طالب سيشتري هذا السندويش الصغير؟ إنه الطالب الفقير الذي لا يعطي مصروفاً مدرسياً سوي ريال أو ريالين لضعف مستوي أسرته المادي وربما لازدحامها بأطفال آخرين تخصص لهم مصاريف مدرسية مماثلة أو... أو... ।
فهل اخترع السندويش الميني لمثل هؤلاء الطلاب حتي يجدوا ما يسدون به رمقهم وحتي لا يموتوا جوعاً بسبب نهم وجشع أصحاب المطاعم الذين استداروا الي الصغار بعد أن فرغوا من الكبار وليت أن سندويشهم الصغير يستحق الريال أو الكبير يستحق الريالين فهما لا يعدوان أن يكونا سندويشين مدرسيين عاديين خاليين من الاضافات!!
ولكن هل ستبقي أسعارهم علي مستواها الحالي من الغلاء أم سترتفع أكثر حتي لا يستطيع الطالب الفقير دفع ثمن حتي السندويش الصغير الذي تم اختراعه مؤخراً؟!
ولقد عجبت لما فعله بعض الطلاب في إحدي المدارس الابتدائية الحكومية للبنين كرد علي رفع الأسعار عليهم حيث صاروا يقومون بسرقة السندويشات من المقصف عبر تغفيل البائع الآسيوي ولكن ما يثير الاعجاب لا العجب في هؤلاء الطلبة هو أنهم صاروا يكتبون مطالبهم علي أوراق ويرسلونها كطائرات ورقية الي مكتب المدير، أو تعلمون ما كتبوا فيها؟ كتبوا سنستمر في السرقة ما دمتم رفعتم الأسعار وسنتوقف عنها إذا عادت الأسعار كالسابق هذا ما عبر عنه الأطفال الذين تفرعوا الي شلل (تصلح أن تكون أحزاباً) منها شلة معارضة المدير لقد تحرك الصغار فسرقوا وعبروا كتابياً عن اعتراضهم ورفضهم للوضع الجديد - رغم عدم موافقتنا علي أسلوب السرقة - وعجزنا نحن الكبار عن أن نقاطع ونجعل السلع (تخيس) كما عجزت الهيئة المفترض بها حمايتنا كمستهلكين عن حمايتنا.
نعود ونتحدث عن المدارس فهذا هو الحال الآن في عدد من المدارس الحكومية والحال ليس أفضل منه بالنسبة للمدارس المستقلة حيث الكافتيريات صنو مطاعم الوجبات السريعة التي لم تُعد للطالب الفقير أصلاً ولا تناسبه وإنما تناسب الطبقتين المتوسطة (بالكاد) والغنية (فنحن مجتمع طبقي الآن).
لذا حين يشتري بعض الطلبة مجموعة من السندويشات (للطالب الواحد) بينما فيهم من يتجه لبراد الماء ليسد به عطشه وربما جوعه لأن رياليه لم يعودا يشتريان له ما يسكت به قرقرة بطنه فإنني اعتبر أن الليل قد ازداد حلكة وحينما يخبرني ابني بأنه تألم لرؤية أحد الطلاب ضعاف الحال بلا سندويش متجهاً لبراد الماء يعب منه ما يسكت به جوعه لا عطشه فتبرع له من مصروفه ليشتري شيئاً فإنني أري أن الليل قد ازداد حلكة وإنا لمنتظرون فجراً قريباً ولا أعني بقرب الفجر زيادة الرواتب فقط فهي تأتي في المرتبة الثانية وإنما ايقاف سيل زيادات الأسعار والجشع المنهمر ولقد رأيت علي زاوية مدخل أحد المحلات الكبري ملصقاً صغيراً لهيئة حماية المستهلك تعلن فيه عن أرقامها التي تستقبل عليها الشكاوي علي مخالفات الأسعار.. ولا أدري هل ينتبه الناس لهذا الملصق الصغير أم لا؟
وإذا انتبهوا له هل يبلغون عما يلمسونه في تعاملاتهم من غلاء أم يتغاضون عنها كالعادة وكل يوكل الأمر لغيره؟!
وهل تقوم حماية المستهلك بإجراءات ناجعة حين تصلها البلاغات؟ وهذه دعوة لسكان قطر مواطنين ومقيمين لمحاربة الغلاء بالإبلاغ عن أية سلعة يرتفع ثمنها ومقاطعتها لنتمكن من محاصرة هذا الوباء والقضاء عليه واليكم أرقام هيئة حماية المستهلك 4945500 و 4945550 ونرجو حين يقوم الجمهور بدوره أن تقوم هيئة الحماية بدورها في تكبيل مارد الغلاء بالأغلال وحماية الناس منه كما يوحي به اسمها وأنا أبلغ في هذا المقال عن المدارس الحكومية التي رفعت سعر السندويش الي ريالين.
الشوري.. ومناقشة ما فُرغ منه!!!
حين صدر قانون المرور وطبق وسري مفعوله ودب الرعب في أوصالنا لم نشك لحظة في أنه كان مشروع قانون للنقاش فقط لأنه تم الإعلان عنه حسب المتبع وتم تحصيل مخالفاته والعمل به.
لذا حينما أصبحنا ذات صباح علي أعضاء مجلس الشوري الموقرين يتناقشون في بنود قانون المرور ويتشاورون في إجازته ويعترضون علي إقراره صدقنا أن أصحاب المرور خدعونا وثارت البلبلة في البلاد وأصبح الحاضر يعلم الغائب عن قرار مجلس الشوري وعدم سريان قانون المرور الي أن أعلن القائمون علي المرور مصداقية قانونهم وسريانه ومفعوليته فتساءلنا ولماذا يثير الشوري البلبلة ويظهر الأمر علي غير حقيقته ويوهمنا بأنه لا زال هاجس مشروع لا قانوناً مطبقاً؟!
لماذا يقومون الصبح ويتناقشون في أمور قد فُرغ منها وكأنها لا زالت قيد الدرس؟!
ولكن لأننا غير راضين علي كثير من غرامات وسرعات قانون المرور الجديد ولأننا أيضاً لم نلحظ سابقاً أنهم يتناقشون في أمور قد جفت أقلامها وفرغ منها لم نلق بالاً للبلبلة التي أثارها الشوري حول قانون المرور ولكن الشوري عاد ليفاجئنا ذات صباح قريب أيضاً بمناقشته لموضوع جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية وطرحه لموضوع زيادة مكافأتها من 50.000 الي 150.000 ريال وكأن الموضوع لا زال قيد النقاش بينما صدرت القرارات بهذا الشأن منذ زمن وأعلن عنها في الوسائل الإعلامية ووضعت الستاندات الطويلة علي طول ممرات فندق الشيراتون أيام مهرجان الثقافة الماضي التي تعلن عن الجائزتين وتحدد شروطها ومكافآتها وقد حددت المكافأة ب 250.000 للتقديرية و 150.000 للتشجيعية وصدرت اللوائح التي نظمتها منذ زمن ولكن مجلس الشوري أبي إلا أن يناقش المبالغ المخصصة للمكافآت وكأنها لم تطرح بعد!!
والسؤال هل لا توجد أعمال علي جدول اجتماعات المجلس فيشغل نفسه بطرح ما تم الانتهاء منه علي أنه قوانين جديدة في طريقها للدراسة والبحث؟!
أم أنهم لا يعلمون بصدور قانوني المرور وجوائز الدولة للفنون والعلوم والآداب؟!
لا أعلم ما اختصاصات مجلس الشوري علي وجه التحديد ولكن بالتأكيد ليس من بينها التشاور في تطبيق ما طبق فعلاً وإلا فإن عدم عقد اجتماعات لا جدوي منها أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق