وين المحافظ ؟
أجاوبك ياماجد الصباح
______________
القطريون لايساومون اطلاقا على ثوابت دينهم وقيمهم .. وهم أيضا - وتلك نعمة - لايضخّمون فنانين ولا يكترثون لأحداث فنية وحفلات
ظهر ماجد الصباح السنابي المعروف في سناب صوره له الأخ حمد مجيغير بعد الحملة المثارة ضد حفلته التي كان من المتوقع كما هي عادته أن تكون صاخبة متسائلا ( وين المحافظ ؟ ) يسأل بها أين الرافضين لإقامة حفلته من إجازة الخمور بالفنادق في قطر .
سأجيب الصباح عن هذا السؤال الذي تنازل هو عن طرحه لاحقا وطلب من مجيغير مسحه من سنابه ورغم أنه ذوقيا لايملك الحق في طرحه و الاستهزاء والاتهام معا عبر هذا التساؤل المعيب .. ولكن سنجيب عنه وبكل رحابة صدر .. بكل بساطة لو كان الأمر على هوى الشعب القطري ما أقيمت حفلة ماجد الصباح ضمن مالا يقبله الشعب -الذي اسماه محافظين - من أمور ، هذه الحفلة في تصنيف الشعب القطري توضع في نفس فئة الخمور وكل مالا يرضي الله ولكن صُرّٓح بإقامتها وعلى مدى يومين متتاليين كما أن الخمور موجودة وكما أن عدم الرضى بهما الاثنين موجود أيضا وكما أن المحافظين وياللعجب موجودون ولهم اسم اسمهم الشعب القطري وللشعب القطري هذا صفة عظيمة تميزه عن غيره .. لايرضى بإغضاب ربه ولايرضى بالسكوت عن المنكر أيا كان نوعه ولا يهوى الطرب ولا يقدس صنّاعه .. وسؤالك المستهزئ ياماجد أين المحافظين عن إباحة الخمور ؟ والمحافظين هم كل الشعب القطري تقريبا فإجابته موجودون وهم الذين يتصدون عبر تويتر وغيره لموجات الفساد التي تضرب شواطئنا المجتمعية وهم الذين أغضبوك حين لم يطبلوا لحفلاتك كما طبل غيرهم وهم الذين دفعوك لتتفوه بهذا التساؤل بل هم الذين غيّروا شكل حفلتك بالكامل من حفلة صارخة صاخبة إلى احتفال شعبي اعتيادي ، ومن حضور بملابس منفتحة غير لائقة بديننا ومجتمعنا إلى حضور بالزي القطري المحترم المحتشم ، وهم الذين جعلوك تطلب عبر سنابك ان يحضر المحتفلون معك بالملابس القطرية .. أظنك تراهم جيدا الآن .. المحافظين وأظنك غني عن التساؤل مرة أخرى : أين هم ؟
كان حفلا اعتياديا حفل ماجد الصباح يوم الجمعة في مربط الشقب وكذلك كان حفل السبت في مطار حمد الدولي لأنه من غير الاعتيادي وغير المقبول أن تقام حفلات صاخبة في جميع الأيام ناهيك عن إقامتها في يوم فضيل هو يوم الجمعة الأخيرة في شهر فضيل هو شهر شعبان وقبل بدء الشهر الأفضل بين أشهر العام كله شهر رمضان المبارك .. لذا أقول الحمدلله على نعمة المحافظة والشعب المحافظ والمحافظين الذين نحن منهم ونرجو أن نحشر في زمرتهم يوم القيامة
الآن بعد أن انتهينا من تحديد موقع وهوية المحافظين على خارطة الوطن القطري لابد من تحديد أهمية الاحتفال بافتتاح محل عطور في مطار دولة سيادية في زمن يخشى فيه من كل شيء ويحذر فيه ألف مرة وبعد الألف ألف
هل يسوى حفل ماجد الصباح ذلك ؟ هل دولتنا لا تجيد تقدير الأمور ؟ لا أظن ذلك .. بل أجزم بعكس ذلك .. إن كان ثمة ذكاء وحصافة فهي موجودة لدينا ، إذاً ماهذا الذي يحدث ؟
الذكاء والمنطق كلاهما يقولان أننا لانُقْدم كدولة على أمر إلا ونحن حاسبون النتائج والعواقب والفوائد من ورائه حسابا دقيقا .. والمنطق يقول إن ماستجنيه الدولة وماتخطط لجنيه من وراء حفل الصباح هو ماجعلهم يسمحون له بإقامته في المطار بالذات لا لعيون الصباح ومحله وإنما لعيون مايُراد تحقيقه من وراء هذا الحفل ..
إذاً لماذا في المطار ؟؟ لابد - وهو مايعرف بالعقل والفطرة السليمة - أن الغرض من ذلك هو إبراز وشهر المطار ذلك الصرح الذي تعبت عليه الدولة وانتظرت طويلا انجازه واخراجه للعالم .. نحن دولة تحب ابراز الانجازات ورفع اسمها عاليا عبر جميع الوسائل المتاحة .
لكن السؤال .. هل نحتاج حفل سناب ماجد الصباح لنشهر مطارنا ؟
دولتنا ذكية .. نعم .. وتحب الاستفادة من جميع الفرص بكافة الاشكال .. نعم .. ولكن في هذه اعتقد ان ماجد الصباح استفاد اكثر مما أفاد .. واستفاد على مستويين مادي لشهرته وشهرة محله وعطوره ، ومعرفي .. فقد تعرف إلى الشعب القطري من جديد وكأنه يراه لأول مرة كما أخذ درسا في التعامل مع هذا الشعب المحافظ .. أو من اسماهم بالمحافظين ويبدو الدرس جليا في طلبه من محتفليه الحضور لمربط الشقب بالثوب والزي القطري ..
هو تساءل أين المحافظين فاذا به يراهم فجأة ويرضخ لهم .. مرحبا بك ياماجد في قطر التي تتعرف اليها من جديد ولكن لامرحبا بحفلاتك
سهلة آل سعد
الأحد 5-6-2016 ( مقال لم ينشر )