ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر / مكتبة الربيعان - الكويت

ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر /  مكتبة الربيعان - الكويت
غلاف ديوان ( كلمات وصور - الجزء الثاني ) أشعار و صور فوتوغرافية

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

ماقاله السليطي في ندوة الحرية


بقعة ضوء – الخميس 26-1-2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماقاله السليطي في ندوة الحرية 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حضرت ندوة " كاتب المقال .. بين الحرية والمسؤولية " التي نظمها مركز الدوحة لحرية الإعلام بالتعاون مع مركز مناظرات قطر والتي بدأت بمناظرة طلابية حول تأييد أو عدم تأييد حرية الإعلام بعنوان ( سيحرص هذا المجلس على ضمان حرية الإعلام المطلقة في البلدان العربية بعد ثورات الربيع العربي ) لايبدو كعنوان ، كما أنه يبدأ بكلمة مستأنفة لاتناسب البدء بها ، وكأنه بل الغالب أنه تُرجم عن الإنجليزية فهذا مانحن عليه الآن ، كما أن الأستاذ الماليزي مدير المناظرة غير كامل الإتقان للغة العربية ، كمثال .. حين أراد أن يقول نكتفي الآن بهذا القدر من المناظرة قال بدلا ذلك " رجاء أن نكتفي الآن من هذه المناظرة " وما أبعد هذا المعنى عن ذاك .
أعقبت تلك المناظرة الخفيفة والظريفة الندوة الرئيسية التي تحدث فيها كل من الأستاذ أحمد السليطي رئيس تحرير جريدة الوطن ، والأستاذ محمد فهد القحطاني الكاتب بجريدة العرب ، والدكتورة موزة المالكي الكاتبة بجريدة الراية .
ما أود التطرق إليه هنا بعض زوايا حديث السيد أحمد السليطي الذي بدأ حديثه قائلا يبدو أننا مشوشون بمفهوم الحرية والمسؤولية ، ومما فهمته من مقدمته أن المفهوم الغربي للحرية شوش علينا رؤية حرياتنا و" أن علينا أن نفهم كيف ننطلق بالحرية " في الحقيقة قد يكون رئيس تحرير الوطن مشوشا في هذا المفهوم أما الآخرين فمنهم غير المشوش ومنهم من يختلف عنه في حدة درجة التشويش .
سُئل السليطي عن تناقضية إجازة المقالات لديه فبينما يتناول هو بالكتابة موضوعا أو قضية ، يحجب مقالا قد يطرق نفس الطرق أو يأتي بنفس درجة الحدة المتناولة في مقالاته ، كان رده على ذلك إنه يتحمل مسؤولية نفسه حين يستتبع ذلك مساءلة أو استدعاء لقسم الشرطة ولايتحمل مسؤولية غيره .
أليس بذلك سنُقلص عدد كتابات الكتاب الجريئة والقوية لأدنى مستوى لإراحة رؤساء التحرير من صداع الاستدعاء والتحقيق ، في رأيي لو قبل كل رئيس تحرير بتحمل تبعات الاستدعاء لشكل ذلك ضغطا ولعُجّل في استصدار قانون جديد ليس لإلقاء التبعة على الكاتب وإنما لحمل التبعة عن الإثنين معا رئيس التحرير والكاتب وإفساح المجال دون كبير خوف للآراء الحرة الصادقة المعبرة عن هموم الوطن .. ذلك حديث آخر ، وعودا للوضع القائم إلى أن يتغير بقوانين جديدة عادلة نقول إن نظرة السليطي وتعامله مع الموضوع يعبر عن تفريقية في الرؤية بين نفسه كرئيس تحرير وبينك أنت أيها الكاتب الذي لاتملك النشر إلا بموافقته ، وهذا يعني فصل وتفصيل في الواجب الصحفي بناء على أولويات تفضيلية ، واستغلال لموقع وظيفي بما يفيد شخصا ويتيح له حقا ويحرم البقية من ذات الفائدة وذات الحق !! وهو ليس منطقا سليما إطلاقا بل يستند إلى عزل مايناسبني عما يناسب الصحافة في رؤية تطبيق رئاسة التحرير ، وذلك غريب جدا جدا ، فهي وظيفة كاملة تأتي في " بكج " واحد من يحملها يحملها بكافة تبعاتها إلى أن يتغير القانون ، أو يتخفف منها كاملة أمّا أن يسمح رئيس تحرير لنفسه بالحرية والتحرر بين حين وآخر بينما يحجر ذلك على غيره فذلك غير مقبول ، أي أن أحصل على الحرية وأحرمكم منها لأنني أُمثل نفسي ولاتمثلون أنفسكم حين الاستدعاء !! ولكنك لاتمثل نفسك إلا من خلال موقعك في الصحيفة وإلا ماكان تمثيلك هذا ماضيا أو مؤثرا لو كنت خارجه .
أما سؤالي له فكان حول أسلوب الكتابة باللهجة العامية هل هو مقبول  ؟ وهل يسمح لكتاب الأعمدة بالوطن بالكتابة بالعامية ؟ ولا نقصد هنا إدراج جملة أو جملتين أو بضع كلمات متفرقة هنا وهناك وإنما أن يكتب المقال كاملا باللهجة المحلية !! قال مجيبا إن الموضوع طبيعي ويراه حرية شخصية ولايمانع في كتابة المقالات باللهجة العامية !!
أريد أن أوضح بعض الأمورله ولغيره – إن وجدوا - ممن يعتقدون أن الكتابة بالعامية أمر طبيعي ، كي لاتتأثر الأجيال الجديدة حين يسمعون مثل هذا المنطق ويستمرئون الكتابة بالعامية ويظنونها نهجا سليما ، أن هناك ماهو راق وماهو غير راق ، وماهو سليم وماهو غير سليم ، وماهو مطلوب وماهو غير مطلوب ، هناك أسلوب يرتقي بالصحافة وقارئيها وأسلوب ينحدر بهما ، ليست القضية من يكون رئيس تحرير ليقرر ويحدد ما إن كانت العامية مناسبة أم الفصحى ولا يحتاج الأمر لذلك ، لأن الرجل ما فتأ يرد على كل سائل له بـ حين تكون رئيس تحرير قرر ماتشاء مما يناسبك وكنت ممن أجابهم بذلك ، بل حتى في مداخلة الدكتور أحمد عبدالملك وهي بعيدة عن موضوع الكتابة بالعامية قالها له بطريقة لقد كنت رئيس تحرير يوما وتعلم ، المسألة أنه حين كان الدكتور عبدالملك رئيسا للتحرير لم نكن نظفر بذات الحريات الوهمية والمتذبذبة التي نظفر بها اليوم ، كان ذلك في زمن سابق ، إذا ليست القضية في رغبة وميول رئيس التحرير وإنما في الدور المنوط بالصحافة بل والمتوقع منها القيام به وإلاّ صنفت كصحافة هابطة .
دور الصحافة الحقيقي في الإرتقاء بالمجتمع بذوقه بذائقته بفكره وتفكيره بوعيه وأخلاقياته .
بدا رئيس تحرير جريدة الوطن متحفزا في الرد وكان سلاحه الأنجع حين تكون رئيس تحرير افعل ماتشاء ، وبرز شعوره بالاضطهاد حين تحدث زميلنا اللبق الدمث الكاتب محمد فهد القحطاني عن معايير اختيار رؤساء التحرير لدينا وأن منهم من نزل بالباراشوت ، زميلنا ماقال عجبا فهذا مانشعر به ككتاب وخاصة أن الباراشوت في السنوات الأخيرة لم يأت بالأفضل دائما ، وحديث الزميل كان عن متطلبات اختيار رئيس التحرير عموما ولكن السليطي أبى إلاّ أن يقاطعه قائلا إنه يعلم أنه هو المقصود بالكلام معددا شهادات وجهات عمل رؤساء التحرير الآخرين التي أتوا منها مدللا بها على صلاحيتهم لرئاسة التحرير مثبتا القصد عليه  !! مما حدا بزميلنا الإعادة والشرح والتأكيد على شمولية المقصد وأنها المتطلبات والمعايير المفروض توفرها في عامة رؤساء التحرير وليس حتى القطريين منهم ، ولكن مما استغربت له اعتباره - أي السليطي - أن عمل أي شخص في جهة تنضوي تحت مظلة مؤسسة الإعلام يُعد مؤهلا له لرئاسة تحرير جريدة ومُخرج له من قائمة المتهمين بالنزول بالباراشوت .
أيضا في معرض رده على مداخلة أحد الحضور عزى سياسة كل جريدة لتوجه رئيس تحريرها ليبراليا كان أو اسلاميا أو غيره ، ذلك صحيح نراه ونعلمه ، ولكنه مقولته الخاصة حين تصبح رئيس تحرير افعل مايناسبك أومايعبر عنك يوحي لنا أن السلطة التي بيد رئيس التحرير لاقوانين تحكمها سوى قوانينه ولا أخلاقيات تسيرها سوى أخلاقياته ولا محاذير تردّها إلا محاذيره ،كأنه لا توجد سلطة أو سلطات أعلى منه بدءا من مجلس إدارة الجريدة صعودا للأعلى ، ففي الواقع تحجب أغلب المقالات والمواد الصحفية في قطر خارج إرادة ودائرة رئيس التحرير ، ويُوجه لنشر مايرغب بنشره منها بأوامر تصل ممن هو أعلى سلطة من رئيس التحرير ، ويُفترض أن ترتقي بالقارىء والمجتمع ليس بحسب رغبة رئيس تحرير في البروز والطفو على السطح بين حين وآخر ، حيث أكثر ما يورد موارد الأخطاء الصحفية الكتابة حين لايكون لها داع سوى رغبة إثبات التواجد والبروز !!
أخيرا ، شكرا لمركز الدوحة لحرية الإعلام ولمناظرات قطر على هذه الندوة الموفقة التي سمحت لنا بتقليب طيات الجرح لمحاولة مداواة مابقي فيه من عطب .
وشكرا للأخ الزميل عبدالعزيز آل اسحق وللفريق العامل معه على عملهم المتميز ، بوركتم .

                                                     سهلة آل سعد