ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر / مكتبة الربيعان - الكويت

ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر /  مكتبة الربيعان - الكويت
غلاف ديوان ( كلمات وصور - الجزء الثاني ) أشعار و صور فوتوغرافية

الخميس، 22 سبتمبر 2011


 بقعة ضوء
ــــــــــــــ 

مع سبق الإصرار أم بدونه ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع سبق التخطيط والترصد أم بدونه ؟ هل خططوا لتأسيس طبقية مجتمعية أم جاءتهم نتيجة لعدم الاهتمام بالتوزيع المتوازي والمتناسب للرواتب سابقا وزياداتها حاليا ؟!!
هل خططوا لتوسيع الهوة بين شرائح المجتمع عبر توسيع الهوة بين رواتب أفراده الأساسية ثم توسيع الهوة بين مازيدت به الرواتب من زيادات مؤخرا ، أم فاتهم وسقط من حساباتهم ضعف رواتب الرعيل الأول والثاني من المتقاعدين الذين لاتتجاوز رواتبهم كاملة مكملة الخمسة والستة والسبعة آلاف ريال ؟؟!!
هل كان الأمر غاية مخطط لها أم نتيجة غير متوقعة وغير محسوب حسابها ؟!!
لو كان تخطيطا كاملا لإغناء الشعب القطري وتضييق الهوة بين فئاته وطبقاته لزيدت فئات ضعيفة – هي أحوج للزيادة من غيرها – كالمتقاعدين السابقين هزيلي الرواتب بشكل خاص وحصري قبل أن تعلن الزيادة العامة الشاملة للجميع ليستفيدوا حينها من الزيادة العامة حين تأتي وتشكل فارقا رقميا في مقادير رواتبهم وفي أنواع معيشاتهم ، أما الآن ما الـ 60 % بالنسبة لهم ؟ ما الذي تساويه بمقاييس رواتبهم الهزيلة وبمقياس الغلاء المتنامي حولهم ؟؟! ما مقدار ستينهم مقارنة بالـ 120 % خاصة الضباط والعسكريين ؟؟!!
سعدنا بالزيادات واستغربنا أن تزاد الفئات القوية أضعافا مضاعفة وتبقى الهزيلة على هزالها ، مقدار زيادة هؤلاء قد لا يساوي 4% من مجمل زيادة أولئك ، لانراها عدالة وهم أبناء وطن واحد ورحم واحد ، خدموا وطنهم كما طلب منهم أن يخدموه أحبوا الوطن كما أحبه بقية أبناؤه ، لم تكن نسبة محبتهم له ذات يوم أقل بـ 80% من نسبة محبة غيرهم ، جميعهم أحبوه وأعطوه بنفس النسبة والمقدار فكان لزاما عليه أن يوفيهم إكرامهم بنفس النسبة والمقدار أو بنسبة مقاربة على الأقل 0
تخيلوا أن أبا يعطي ابنه الأكبر هبة مقدارها 100 ألف ريال ويعطي ابنه الأصغر منه بعدة سنوات هبة مقدارها 10 آلاف ريال ، سيتساءل الأصغر أليس هو ابنه أيضا كالآخر ؟ ألم يحبه بمقدار الآخر ويحترمه ويخدمه بمقدار الآخر ؟ أيحاسب الانسان على مقادير الله ؟ أراد الله لذاك أن يكون بكرا ولهذا أن يكون ثانيا كما أراد الله أن يتوظف هذا في وزارة والآخر في وزارة أخرى ، الطبيعة تحتم أن يكون أحدهما بكرا وأقدما ولكن الطبيعة لاتفرض المفاضلة الشاسعة بينهما !!0
الأمر قريب أيضا من وضع أولاد الزوجة الأولى وأولاد الزوجة الثانية أو الأخيرة فجميعهم أولاد شرعيون لذات الأب الثري إلا أنهم لايتمتعون جميعهم بمقدار الرفاهية والثروة نفسه بل قد يعيشون فقراء معوزون رغم ثراء والدهم !! فأولاد الثانية غالبا مايحوزون الثروة والرضا وأولاد الأولى مهمشون فقراء وهم أولاد نفس الرجل 0
لانريد أن ينطبق هذا الحال على أبناء الوزارات القديمة ممن تقاعدوا قبل حلول قانون الموارد البشرية أو غيره ومن أتى بعدهم بفارق قليل من الزمن ، العدالة واجبة على الأب تجاه أبنائه جميعهم ايا كانت أمهم وأيا كانت تواريخ ولاداتهم ، نعلم أن الأمر تقدير للفئة الأولى ولكنه أتى على شكل تقصير في حق الفئة الأشد حاجة وعازة ، ونعلم أن للبطانة المخططة مع ولاة الأمور أدوار في إبراز الأمور أو إغفالها ، لذا نأمل بل نعلم أنه بالامكان استدراك هذا الخلل في مقادير رواتب هذه الفئة من المتقاعدين بدراسة أحوالهم وزيادتهم بشكل فردي حصري خاص بهم لإحداث عدالة وتوازن وتقريب بين فئات وطبقات المجتمع الاقتصاديه فالعدالة تحتم أيضا ألا يزاد الجميع في كل مرة إن كانت الحاجة لفئة بسيطة ، كما يحتّم التخطيط لتقليل الفوارق ذلك أيضا ، ويحتّمه كذلك سعينا لإيجاد مجتمع متّحد متشابك وهو ماننعم به الآن إلى حد كبير ولا نريد افتقاده مستقبلا 0
ليكن شعارنا في الفترة المقبلة تقريب الطبقات وتذويب الفوارق بينها ، وبالإمكان العمل بصمت على تعديل أوضاع هذه الفئة المظلومة – أو غيرها - وزيادتها دون إعلان وإعلام فتعديلاتهم مستحقة ، خاصة وأن غالبية من حازوا الزيادات العالية تحت بند العسكرية موظفوا مكاتب ادارية حالهم كحال من أغفلوا من تعديل أوضاعهم الأساسية قبل الزيادة ، ونعلم أن من استطاع تقريب قطر من العالمية قادر على إحداث التقريب الطبقي بين فئاتها المجتمعية 0
في النهاية .. ستبقى قطر حب وعشق جميع أبنائها بكافة فئاتهم وطبقاتهم ومستوياتهم أعطوا أو لم يعطوا ، زيدوا أو لم يزادوا غير أن العطاء يؤدم المحبة ، والزيادة المتقاربة تؤلف القلوب وتقوي الروابط ، وستبقى نسبة حب وعشق قطر في قلوبنا وأرواحنا فوق جميع النسب ملايينا بالمئة  0

                                    سهلة آل سعد                                                             Sehla.alsaad@yahoo.com