ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر / مكتبة الربيعان - الكويت

ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر /  مكتبة الربيعان - الكويت
غلاف ديوان ( كلمات وصور - الجزء الثاني ) أشعار و صور فوتوغرافية

الخميس، 2 مايو 2013

لقاء الشاعرة سعاد الكواري


الشاعرة سعاد الكواري لـ «العرب»:
وجدت ذاتي في الصالون الثقافي.. وهو بيتي الثاني
حوار: سهلة آل سعد | 2013-03-12
وجدت ذاتي في الصالون الثقافي.. وهو بيتي الثاني
لم تجمعني أرض بالشاعرة المعروفة سعاد الكواري ولكن جمعنا فضاء وأسلاك، الطيبة والدفء يغلفان صوتها وتعاملها الرقيق، حاولت «العرب» أن تلقي بعض الأضواء الكاشفة على جوانب من شعرها ومشاعرها.. فهل نجحنا في ذلك؟

• ما تعريفك للشعر؟ في أي جزء من أجزاء الروح يقطن ويفرّخ؟
- الشعر شي مبهم لم يعرف حتى الآن ولن يعرف مهما اجتهدوا. لا أعرف أين يسكن ولا أعرف متى يخرج وكيف يأتي

• ما المدرسة الشعرية التي تنتمي لها سعاد الكواري؟ وبمن تأثرت؟
- مدرسة البوح والصراخ في لحظة الانكسار، تأثرت بجاك بريفير حتى الموت.

• قلت ذات مرة «جئت للكتابة من الرغبة الحقيقية للثرثرة فلم أكن أجد من ينصت إلى دائما عندما أشعر برغبة في الفضفضة والحديث بلغة غريبة عني وعمن حولي.. ولكن لو وجدت من يسمعني لا أعتقد أنني سوف أبحث عن الكتابة».. أما زلت تبحثين عمن يستمع إلى لغتك؟ وهل حقا لو وجدته ستكفين عن الكتابة؟ هل الكتابة بوح بديل محض؟
- كل مرة نحتاج لمن نثرثر معهم لمن يشبهوننا ولكن لأنها أصبحت صعبه أن نجدهم ولكي لا نعيش في عزلة نذهب نحن لهم أما الآخرون فنحن نتخيلهم ونثرثر معهم وما زلت أردد دائما الشعر هو البديل عمن نتمناهم فلن نجد من يتقبلنا كما نحن لهذا نخترعهم ونمضي والآن أصبحنا نتقمصهم لدرجة أنهم أصبحوا ذواتنا العطشى للثرثرة وللحياة ولأنني لا أثرثر الآن فلم أكتب منذ زمن طويل نعم عندما أجد من يسمعني سوف أتوقف عن الكتابة نهائيا.
نعم الكتابة هي البديل الحقيقي للصمت القهري ولأني قليلة الكلام أصبحت الآن قليلة الكتابة أيضاً.

• سعاد التي تهرب إلى فضاء الشعر تقول «لا أحب لحظات الكتابة لأنني أستطيع أن أعبر عن نفسي جيدا بالحركة والعمل والانخراط وسط القطيع بكل إتقان».. أيهما أكثر تعبيرا عنك.. لحظات الكتابة أم لحظات العمل؟
- في مرحلة من حياتي قلت هذا الكلام لأنني تعودت على العزلة عندما يتملكني الشعر ولأنني كنت مقبلة على الحياة والعمل وأحب أن أوضح شيئا لقد أنجزت أعمالي الأدبية في مرحلة السكون والركود والعزلة وعندما انتقلت إلى المجلس الوطني وعملت بالثقافة والمهرجان شعرت بأنني ألمس الواقع وأعيش الحياة الثقافية بكل أبعادها وجمالياتها قلت هذا الكلام لأنني كنت مقبلة على الحياة أما الآن وبعد مرور الوقت أتراجع عن هذا الكلام لأنني أصبحت أتمنى لحظة الكتابة مع لحظة العمل أتمنى أن أستطيع الموازنة بينهما وألا يطغى أحدهما على الآخر.

• لأي الذاتين تميلين أكثر.. ذاتك الشاعرة أم ذاتك العاملة؟
- هما شيء واحد ولكن كما قلت لك إنني لا أكتب إلا في العزلة ولكن مع البيت والعمل أصبحت الكتابة بعيدة جدا وكلما أخذت إجازة للكتابة ضاعت في أشياء أخرى لم أعد أستطيع أن أغلق الباب كلما أغلقت الباب انفتح لهذا أنا أحاول أن أتعود الكتابة وسط الضجيج هذا ما أعاني منه الآن.

• «الصالون الثقافي» التابع لوزارة الثقافة والفنون والذي تشرفين على أنشطته.. ما مهامه؟ وما الذي يشكله لسعاد؟ هل وجدت فيه ذاتك العاملة أم ذاتك الشاعرة أم الاثنتين معا؟
- أولا يشكل الصالون الثقافي لي الملتقى الحقيقي الذي ألتقي به بالعالم من خلال مجموعة من الوجوه التي لا يربطني بها إلا هذا المكان الدافئ الذي يجمعنا على الفكرة والصدق والشفافية ولأنني استطعت أن أكون مع زميلي الأستاذ محمد عصفور فريقا متجانسا ومتفاهما ونعمل في هدوء وبعيدا عن الضوضاء والمصالح الشخصية نعمل كفريق واحد ليس لنا هدفا إلا أن نلتقي هنا في الصالون الثقافي ونناقش مواضيع تهم الساحة الثقافية ونقدم أسماء مختلفة محلية وعربية تلتقي على الثقافة لا شيء آخر.
مهام الصالون طرح القضايا الثقافية المتنوعة في إطار ثقافي راق له جمهوره ومرتادوه الذين أصبحوا جزءا من الصالون الثقافي.
وجدت فيه ذاتي بالفعل ربما هو المكان الأقرب بالنسبة لي فكما تعرفين نحن في وزارة الثقافة نتعامل كأسرة واحدة من أعلى شخص فيها إلى أقل شخص هذا ما لمسته أنا بالذات منذ عملت في وزارة الثقافة منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أشعر بهذه الروح الراقية في التعامل والبساطة وبالفعل كلما زادت السنوات كلما شعر بهذا الشعور الذي يجعلني أشعر بسعادة وحب للعطاء رغم تغير الأسماء والشخصيات إلا أنني دائما كنت أحظى بأشخاص رائعين ومتفهمين للساحة الثقافية وهدفهم خدمة الثقافة والمثقف في قطر وخارجها ففي وجود الأستاذ الرائع الأمين العام مبارك الخليفة الذي أعطانا كل سبل الراحة ووفر لنا كل سبل النجاح والعمل بهدوء وأريحية والأستاذ القدير الشاعر فالح العجلان الهاجري الذي كان خلفنا في كل خطوة رغم كل شيء إلا أنهما كانا معنا وأعطيانا الثقة وهي أهم ما نحتاج إليه في العمل خاصة الثقافي الذي يكون دائما في حالة من النقد والرأي والرأي الآخر ولكن لأنهم منحونا الثقة لكي نقدم كل ما نستطيع تقديمه حسب إمكاناتنا بالفعل الآن وبعد مرور الوقت أستطيع أن أقول لك أن الصالون هو بيتي الثاني. 

• «أغسطس» هو شهر الكتابة الاختياري لديك كما ذكرت في لقاء سابق، أيستطيع المبدع اختزال إبداعه متى شاء؟ أيستطيع تأجيل بوحه وتحديد موعد له للتدفق أو للتوقف؟ يأتي أغسطس فتبثينه حزنك وألمك.. يرحل فتلملمين بقايا أوراقك وتختفين في زحام الحياة؟. أهذا ما تفعلينه يا سعاد؟ لم اخترت أغسطس وأية صداقة حزينة هذه التي عقدتها معه؟!
- أين أنت يا أغسطس أصبح من الماضي كنت أعني به موعد إجازتي السنوية لأنني كنت أستعد للكتابة بمعنى اختار الوقت والزمن والمكان كنت أستعد للشعر أولا تبدأ إجازتي السنوية في هذا الشهر فأنام في النهار وأسهر في الليل وهنا تبدأ الكتابة لدي مدة شهر كامل لا أرى النور ولا الناس وأكتب كل ليلة منذ الساعة الواحدة صباحا وحتى شروق الشمس وريقات متناثرة من كل ما عشته طوال السنة كنت اختزل التجارب والأفكار والمشاعر حتى هذا الوقت وما أن تنتهي إجازتي وألملم أوراقي وأخرج إلى النور وأرى الناس والشارع والشمس يختفي الشعر إلى موعده في السنة القادمة.
هكذا كنت أتعامل مع الشعر وخلال السنة أقوم بالتنقيح والتضبيط والمناقشة والنشر، لهذا كانت لإجازتي قيمة لدي أما الآن وبعد أن كبروا الأبناء فلم نعد نحلم بإجازة ولا غيره أصبحوا ينامون معي ويقومون معي لهذا أشعر برغبة كبيرة لكي أعود لتلك الأجواء التي كنت أستقبل بها الشعر.

• جنوسة الشعر.. أيصح أن نقول إن الشعر النسائي يأتي غالبا ناعما وحزينا ومستكينا ومغلوبا على أمره، وأن الشعر الرجالي يغلب عليه العكس وفقا للطبيعة البيولوجية والاجتماعية والنفسية للجنسين؟! أبعتقادك هذه المقولة صحيحة.. ولماذا؟
- لا أعرف لماذا لا أستسيغ هذه الأفكار أبداً اقطعي أي مقطع من أي ديوان شعري واقرئيه فلن تميزي كاتبه إذا كان رجلا أو امرأة فالشخصية التي يدور حولها النص هو الكاتب سواء كان رجلا أو امرأة النص هو الحكم ولكن عندما تتضح الأمور ونعرف من الكاتب وما هي الظروف تبرز هذه الأفكار.
لابد أن نبتعد عن هذه النظريات البالية لأن جميع الأمور متداخلة بشكل كبير.

• (باب جديد للدخول) قصيدة رائعة تحملنا لعالم سريالي.. تفتتنا كالرمل بين طيات أحلامك ورؤاك.. من أين انبعث ذلك الأسى والضباب؟ لمن تريدين الدخول من ذلك الباب؟ من تخاطبين؟ وعمن تبحثين إذ تقولين:
من أي باب أدخل إليك؟
من أي ثقب أدخل وأرفع عنك الغطاء؟
غطاء الجهات وأقترب من جسدك المنهار؟
قل لي من أي باب أدخل إليك؟
لقد تعبت قدماي فعادت توسلاتي لا تكفيك
أيها الجالس على عرش المكابرة
على تلة الرفض
هذا جسدي وهذه الطعنات
هذه العيون التي تتعقبني دون رحمة
هذه العيون التي تعرف جيدا
كيف تعيدني إلى تابوتي المفتوح
تعيدني وتغلق الأبواب خلفي
فكيف أدخل إليك؟
- أصعب شيء على الكاتب أن توجه له مثل هذه الأسئلة فإن قلت لك ما ظروف هذا الديوان الصغير تستغربين فقد كتبت هذا النص دفعة واحدة وكان عبارة عن مقاطع متداخلة ومكملة لبعضها ولأن ديواني وريثة الصحراء تأخر في النشر فكرت أن أطبعه وبالفعل طبعته على أنه سوف يخرج بعد الوريثة فلم أكن أعطيه أهمية كبيرة ولكن بعد ذلك تفاجأت بما كتب عنه من دراسات فعدت أقرأه من جديد كأني لم أكن أنا من كتبه وقد طرحت أسئلة كثيرة ولكن ليس عندي لها أجوبة ربما كانت العتمة وقتها عميقة.

• رغم مساحات الحزن والحيرة والاستناد إلى زوايا الضياع، إلا أن بوادر تصميم تظل موجودة رغم مخالطتها اللااختيار
نلمسها في مواضع، مثلا حين تقولين:
من النافذة أدخل إليك
من الشقوق
من الأبواب المواربة
كالغبار أتشرد بين زواياك
يا سيد العطاء والحب
آوني لا طريق أمامي غيره
لا مدينة
لا محطة
لا قطار
لا حقيبة تحملني إلى المنفى
ولا منفى يستقبلني فآوني
هذا الإصرار على الدخول والركون لمأوى الذات الأخرى المختارة، علام يدل؟
- على العند، أعرف أنني عنيدة ولكن ماذا كنت أريد الله أعلم بعد مرور كل هذا الوقت لا أتذكر أي شي سوى أنها كلمات يقال إنني كتبتها ذات يوم.

• أيجوز لنا في النهاية أن نتعرف على لمحات من سعاد الإنسانة؟
- إذا كنت تقصدين الإنسانة بمعنى السيرة الذاتية فأنا شاعرة قطرية، أما إذا كنت تبحثين عن شيء آخر فتعالي إلى الصالون الثقافي لكي تتعرفين علي عن قرب.

لقاء مع القاصة د. هدى النعيمي


قالت لـ «العرب»: إن القراءة عامل أساسي في تشكيل هويتي الإبداعية
هدى النعيمي: أتمنى أن نحظى يوماً ما بجمعية لاتحاد الكتاب في قطر
حوار: سهلة آل سعد | 2013-03-05
هدى النعيمي: أتمنى أن نحظى يوماً ما بجمعية لاتحاد الكتاب في قطر
الدكتورة هدى النعيمي شخصية أدبية علمية هادئة، تقودك بوعي وتبسيط عبر دهاليز مجالها, علم الفيزياء النووية، لتجعلك تسائل نفسك، لم يرعبنا المسمى (الفيزياء النووية) والمضمون بهذا الجذب والتشويق، بل لربما لمت نفسك لعدم استكشافك هذا المجال العلمي الشيق سابقا، د.هدى مبدعة أخرى ممن درسوا العلوم وبرزوا في الأدب كان لنا معها هذا اللقاء الممزوج بعبق الفيزياء:

• من هدى النعيمي؟ كيف تعرفين نفسك للقارئ؟
- امرأة عربية، تعي حقوقها كامرأة وكمواطنة وتطالب بالاعتراف بها كائنا غير منقوص الأهلية، سواء في حق المواطنة أو حق الحياة الكريمة للأنثى التي هي أنا. في سبيل ذلك وكي أكون أهلا للمطالبة بالحقوق لا بد أن أعترف أولا بالواجب نحو الوطن والانتماء, كما يجب أن أعترف بالواجب نحو الإنسانية وواجب المشاركة في بناء حياة أفضل للأجيال القادمة التي تبدأ حياتها من حيث شيدنا وأعددنا لها. ما بين الحقوق والواجبات أعيش أيامي إنسانة بسيطة لكنها تعي ما يحيط بها ولا تنعزل عن الآخر الذي يسهم أيضاً في البناء.

• بما أننا في عصر «النت» والفضاء الإلكتروني، برأيك ماذا قدم عالم الإنترنت للأدب.. هل ساعده أم سلب منه قرَّاءه؟
- سؤال مهم ودقيق يحتاج إلى دقة في الإجابة. بالطبع عالم التواصل الإلكتروني اليوم بات من أخطر وسائل التكنولوجيا وأثر إيجابا بالدرجة الأولى على حياة كل البشر من دون استثناء, حتى إننا نلهث وراء هذا التقدم المثير، وعالم الأدب جزء من مكونات الحياة لا بد له من أن يتأثر بوسائل الاتصال الحديثة, فالنشر الإلكتروني اليوم في الصدارة ولا بد لكل صحيفة ورقية من موقع إلكتروني متميز أيضاً للتواصل مع قرائها اللذين يفضلون القراءة من «الآي باد» مثلا، كما أن الكتاب الإلكتروني صار جهازا خفيفا في حجم اليد, يحتمل آلافا مؤلفة من العناوين، ولكن هل بالفعل سرق هذا الكتاب الحديث القارئ من متابعة صفحات الصحف اليومية أو الكتاب الورقي؟ لا أعتقد ذلك, فالصحف الورقية لها مكانتها وإن قل توزيعها كما أن للكتاب الورقي مكانته التي لا يمكن المساس بها لدى القارئ الذي اعتاد على احتضان كتابه أو تصفح الجريدة مع كوب القهوة في الصباح، أما بالنسبة للكتابة والكاتب فقد صار بمقدوره التواصل مع قرائه دون اشتراطات دور النشر أو تحمل تكاليف الطباعة الباهظة أحيانا، من ناحية أخرى فالفضاء الإلكتروني يتسع للجميع دون رقيب أو راصد لحركة النشر، وصارت المنتديات وعاء يتحمل كل الكتابات لتصب فيه دون رعاية لجودة الكتابة أو نوعيتها، وهنا صار العبء على القارئ الحصيف لينتقي مما ينشر في الفضاء الإلكتروني من كتابات إبداعية كانت أو إخبارية أو تحليلية، فهل نستطيع بعد هذا أن نحدد هل التأثر سلبي أم إيجابي؟ إنها عملية نسبية ولنحدد أولا زاوية النظر قبل الإجابة, فما هو سلبي لزيد قد لا يكون كذلك لفاطمة والاثنان في الفضاء الإلكتروني.

• من هم أو من هنَّ شخوص قصصك ومن أين تستجلبينهم؟ من قعر الذاكرة أم من سطحها القريب أم هي شخوص حية ماثلة أمامك لحظة الكتابة عنها؟
- إذا قلت لك لا أعرف فأرجو أن تصدقيني. أعتقد أن كل هذا وارد ومحتمل لكنني لا أملك مخزونا للشخصيات لأستدعي إحداها وقتما أشاء، لكن الشخصية تتجسد بشكل تلقائي أمامي وتفرض نفسها حتى تتم كتابتها لتصمت، إنها في الحقيقة حكاية مثيرة حكاية الكتابة الإبداعية، تكاد تهزمك أحيانا وأحيانا تكون هي المهزومة أمام صراخ آخر تأتي به الحياة من جانب آخر، أحيانا لا يستطيع الكاتب تحمل انهزام حبيبته «الكتابة» فينهض لمساعدتها وهو يراها تصرخ في وجهه أنها لا تزال حية، أكرر أن الشخصيات بالفعل قد تكون مما صادفنا ذات يوم في مكان ما أو قد تكون مستوحاة من قصص مقروءة أو حكاية مسموعة أو يبتكرها العقل الخلاق، لكن إذا كان الكاتب مبدعا حقا فإن هذه الشخصية تصادف تطابقا مع شخص آخر ربما يعيش على الناحية الأخرى من كوكب الأرض, ولكن الإنسان يستشعر معاناة الإنسان ويرصدها كتابة أو فنا إذا كان مبدعا ويتأثر بالإنسانية بكافة تجلياتها.

• ما المؤثرات التي أثرت في د.هدى النعيمي وشكّلتها كاتبة قصة قصيرة؟
- القراءة بلا شك هي العامل الأساسي في تشكيل هويتي الإبداعية. القراءة ليست في عالم الأدب فقط ولكن في شتى المعارف والعلوم الإنسانية, إضافة إلى الاحتكاك بالبشر وعدم الانعزالية، وأما العامل المؤثر وبشدة فهو السفر والتنقل والتعرف على حضارات أخرى, وحضارات كانت في يوم ما تسود العالم, واليوم تبقى منها أشياء تحكي ما كان، والقراءة والسفر عاملان مهمان بالنسبة لي للكتابة.

• للدكتورة هدى النعيمي أربع مجموعات قصصية أثنى عليها النقاد، لِمَ لمْ تتجه لكتابة الرواية مثلا وهي الشكل الأدبي الأكثر انتشارا في الألفية الجديدة, والأفسح تعبيرا إن جاز القول؟
- الرواية هي الأكثر انتشاراً. نعم هذا صحيح، ولذلك ظلمت القصة القصيرة جدا في السنوات الأخيرة, وساد الحديث عن أن الكاتب المبدع هو الروائي وليس الكاتب القصصي، لا تزال الرواية مشروعا سوف أتفرغ له يوما, ولكنني لا أعتقد أن عدم كتابة الرواية يشكل نقصا في العملية الإبداعية، فانتشار الرواية يعود إلى تركيز النقاد والصفحات الثقافية على إبرازها وإبراز الجديد منها, هذا إضافة إلى السينما والدراما التلفزيونية التي حولت العديد من الروايات إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية, مما يعطي الكاتب انتشارا واسعا, وعدد كبير ممن تعرف على روايته تعرف عليها من خلال الشاشة لا الكتاب, ونعلم أننا في المجتمع العربي يبتعد المتلقي فيه عن الكتاب, في حين يتزاحم الملايين أمام شاشة التلفاز أو الشاشة الكبيرة, وهنا تزداد شهرة الكاتب ومكسبه المادي أيضاً, ولا ننسى الجوائز الأدبية الكثيرة التي خصصت للرواية دون القصة القصيرة.. 

• ألا تعتقدين معي أن القصة القصيرة قد ظلمت؟!
- لا أعتقد أنها ظلمت ولكن الجرعة الشعورية والعاطفية المقدمة في كل منهما كما ونوعا وأمدا متباينة، فالرواية أطول في مساحتها الزمنية وبالتالي أكثر وأطول أثرا, وأمدَّ تأثيرا نفسيا
• لمن تقرأين يا دكتورة؟ وبمن تأثرت من الأدباء؟
- كي أكون أمينة في الإجابة أقول لك إنني تأثرت بكل ما قرأت، نعم فالقراءة تضيف إليك دوما شيئا جديدا مهما كان مستواها الفني, فهي نوع من المعرفة, ونوع من الثقافة يزيد من الرصيد الأدبي الذي يجب أن تمتلكه كي تمتلك أدوات الكتابة، إنما هؤلاء الكتاب اللذين أخرج من عباءتهم فبالتأكيد يوسف إدريس أولا, وقد قرأت له من مكتبة المدرسة الإعدادية والثانوية الكثير من القصص والروايات، وما إن انفتحت أمامي مكتبات أخرى وآفاق أخرى لاختيار الكتاب الذي اقرأ فقد صار الكاتب السوري الكبير زكريا تامر أهم من قرأت له في مجال القصة القصيرة, ولا أزال أتابع تعليقاته الإبداعية حول الثورة السورية على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، كما أسعدتني الظروف بلقائه في الدوحة قبل أشهر في زيارة له إلى قطر لمدة أيام، زكريا تامر نموذج للكاتب المبدع المخلص لفن القصة القصيرة ولا يزال عطاؤه مستمرا وإن كرس إنتاجه الأدبي حاليا لدعم الثورة السورية لأنها الحق الساطع الذي لا يخفي على من يرى.

• العمود الصحافي أحد أشكال الكتابة التي انتهجها أغلب الأدباء من جوانب عدة.. أين أنت من العمود الصحافي, وما سبب ابتعادك عنه؟
- في الحقيقة لم أبتعد عن هذا النوع من الكتابة وخضت تجربة كتابة العمود الصحافي عدة مرات، فقد كتبت لأكثر من عام في صحيفة اليوم السعودية, وكتبت عمودا لأكثر من عام أيضاً في صحيفة الزمان التي تصدر في لندن، كما كتبت عمودا أسبوعيا في الراية القطرية خلال فترة ترؤسي للقسم الثقافي عام 2008، هي تجربة مثيرة, ولكن ليس بالضرورة أن يمتهنها الكاتب المبدع والذي يحتفظ ويختزن بالصور والمشاهد إلى لحظة ولادة النص الإبداعي الذي قد يأخذ أي قالب، قصة قصيرة أو خاطرة أو رواية، أعتقد أن كتابة العمود قد تسرق المبدع من الكتابة الإبداعية, إضافة إلى أنها التزام أسبوعي, وقد يكون يوميا مما يعرقل عملية الإبداع التي قد تحتاج إلى وقت أطول لتتشكل، على العموم هذا رأيي الخاص, وقد تتناسب كتابة العمود الصحافي مع آخرين, فأصحاب القلم ليسوا سواسية ولكل في الكتابة مشربه.

• أوافقك في هذا فالكتابة الصحافية تسرق الوقت والجهد وتساعد في إبعاد المبدع عن إبداعه ليفرغ ما بجعبته فيها، فما رأيك في دور الدولة ممثلة في وزارة الثقافة في دعم الأدب والأدباء؟
- أعلم أن الانتقادات كثيرة جدا حول دور وزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر في هذه القضية، ولكنني ومنذ زمن قد أعلنت عن رأيي في هذا المجال, وهو عدم تعليق إحباطاتنا ككتاب أو أدباء على المؤسسة الرسمية سواء كانت وزارة أو هيئة ثقافية، سواء داخل قطر أو خارجها، عادة للمؤسسة الرسمية دورها في الدولة, وتعمل على تحقيقه من خلال مجموعة من الموظفين, وهم في النهاية يؤدون وظيفة رسمية كما لكل منا وظيفة يعيش منها، ولا نتوقع من المؤسسة الرسمية أن تدخل في أدمغتنا لتقرأ كل ما نفكر فيه ونأمله منها فهو كثير ولا يجب التعويل عليه، وللكتاب كما يعلم الجميع مزاج مختلف وهو ذو طبيعة خاصة، وإرضاء هؤلاء جميعا عصي على أية وزارة أو مؤسسة ثقافية, كائنا من كان من يجلس على قمة هرمها، وفي ظل هذا الرأي العام أقيم الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة في قطر وأرى أنه جيد جدا في ظل المعطيات، فقد حاولت وتحاول إشراك كل أصحاب القلم والفكر في كل الفعاليات الثقافية داخل وخارج الدولة، كما أن الوزارة طبعت عددا كبيرا جدا من الكتب والإصدارات الإبداعية للقطريين, وقد أدعي أنه لا يوجد كاتب قطري لم تقم وزارة الثقافة القطرية بطباعة إصدار واحد على الأقل له، ولا يخفى على أحد الجهد الذي بذل في إنجاح عام 2010 لاختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية، حيث تنوعت الفعاليات الفنية والثقافية على امتداد العام, وكل هذه الفعاليات تصب في نهاية الأمر لخدمة الأديب الذي لا بد أن يختزن صورا عديدة ومعارف عديدة ليثري العملية الإبداعية، أقصد أن خدمة الأديب ليست في طباعة الكتاب فقط, ولكن في إثراء ثقافته العامة, وهذا ما تعمل عليه الوزارة, ليس خلال عام 2010 فقط ولكن بشكل متواصل, وللحق لا بد من نسبة الحق لأصحابه فوزارة الثقافة منذ نشأتها عام 2008 على أنقاض تركة ثقيلة مما تركه لها المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، وهي تعمل جاهدة تحت قيادة جادة من الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة القطري محاولا إرضاء جميع الأطراف, وهو هدف لعمرك صعب المنال، لكن المحاولات جارية بشكل مستمر.
• يحتاج المبدع وقتا لإبداعه وهو بلا شك يحتاج تقديرا لعطائه، ما رأيك فيما يحصل عليه المبدعون ومنهم الأدباء والكتاب من تكريم, وأخص بالذكر الجائزة العربية للرواية العربية والتي تم اختيارك لعضوية لجنة التحكيم فيها في دورتها الخامسة عام 2011, إلى أي مدى تعتبر تكريما للأدب العربي؟
- نعم، قضية التكريم هذه قضية حرجة وحساسة والفعل فيها قد يصادف رد فعل أكثر قوة وقسوة من الفعل نفسه, ومن أطراف واتجاهات لم تكن أصلا داخل المعادلة، مما يتنافى مع قانون الطبيعة الذي يفترض أن «لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد في الاتجاه»، لكن في قضايا التكريم والجوائز في عالم الأدب، فالفعل يخضع للذوق الخاص وهذه هي طبيعة الأدب في الأساس، فلا معادلات ولا تفاعلات كيميائية محدودة ومرصودة تتوقع منها نتائج معروفة بحكم التجارب السابقة، ففي السنوات الأخيرة ومع زيادة أو ارتفاع نسبة الإنتاج الإبداعي في العالم العربي، وانتشار دور النشر التي كانت محدودة جدا قبل سنوات قليلة، حيث ساعد ذلك على زيادة الإنتاج الإبداعي المنشور، دون التعرض إلى الجانب السلبي من هذا الانتشار, فقد واكب ذلك عدد من الجوائز والتكريمات من مؤسسات ثقافية انبثقت على امتداد مساحة العالم العربي، منها جوائز البابطين في الكويت والعويس في دولة الإمارات وتيمور في جمهورية مصر أو جائزة أدب الطفل في قطر وغيرها من جوائز تتسع لكل الكتاب العرب على امتداد العالم العربي، وهذه الجوائز أسهمت بالتأكيد في التعريف بالكتابات الجيدة والتي قد يصعب على القارئ العادي التعرف عليها مع هذا الزخم في الكتابات الإبداعية المنشورة، وبالتالي فإن الجائزة أو التكريم يعني وضع الكاتب في مكانه الصحيح أمام القراء المشتاقين للكتابة الجيدة، أليس هذا هو التكريم الذي يطمح إليه أي كاتب عربي أو غير عربي! من هنا أيضاً كانت أهمية الجائرة العربية للرواية العربية والتي عرفت إعلاميا باسم جائزة «البوكر العالمية»، وهي كما هو معروف مدعومة من مؤسسة الإمارات وباعتراف من مؤسسة «مان بوكر» البريطانية والتي تحظى بشعبية عالمية اليوم، حيث تقدم في كل عام رواية تعتبرها متميزة بين كل ما نشر خلال عام كامل باللغة الإنجليزية، وبالمناسبة فقد فازت بها امرأة للمرة الثانية هذا العام وهي الكاتبة البريطانية هيلاري مانتل لتصبح بذلك أول امرأة كاتبة ببريطانيا تفوز بهذه الجائزة أكثر من مرة، وقد فازت مانتل بهذه الجائزة لأول مرة عام 2009، لتفوز بها مرة ثانية عام 2012 عن كتابها «طرح الأجسام» وهو المجلد الثاني من ثلاثية حول توماس كرومويل وهنري الثامن، وقد كان من أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة، من هنا أقول إن الجوائز الأدبية تمثل تكريما للكاتب بتوصيله إلى القارئ في كل مكان, كما هي تكريم للناشر الذي يحرص على تقديم الكتابة الجيدة للمتلقي أيضاً, وعلى العموم فقد كانت تجربتي في تحكيم هذه الجائزة العالمية من الأعمال التي أعتز بالقيام بها.

• أين الناشر في قطر يا دكتورة؟ أين دور النشر الداعمة للأدب والمحركة لمياهه الراكدة؟
- فعلا لقد لمست بسؤالك هذا نقطة هامة ومؤثرة للكاتب والمبدع القطري، نعم لا يوجد لدينا في قطر ناشر مستقل عن المؤسسات الثقافية الرسمية يتبنى النشر للمبدع القطري مما يكفيه عبء البحث عن ناشر خارج دولته، ونعلم أن عملية النشر مكلفة, مما يحدو بالناشر للبحث عن مسألة الربحية وهذه تتعلق بعملية التوزيع التالية للنشر, وبالعلاقات العامة مع جهات ثقافية مختلفة في بقاع شتى لتحقيق الربح غير المبالغ فيه، فهل نجد بين مثقفينا من يتبنى هذه الفكرة؟! نتمنى ذلك.
• الدوحة عاصمة الثقافة هل كانت على مستوى التوقع والتطلعات؟ وهل الحال فعلا كما قال الدكتور علي الكبيسي رئيس تحرير مجلة الدوحة في حديث إذاعي من أن شعار الثقافة وطن والدوحة عاصمتها صحيح ومنطبق على واقع الحال؟
- ذكرت سابقا أن وزارة الثقافة قدمت الكثير خلال عام 2010 لتصير الدوحة عاصمة الثقافة العربية وأعتقد بالفعل أن الدوحة قد نجحت في تقديم صورة مشرفة خلال 2010, وعملت جاهدة لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية الهامة، وأما شعار»الثقافة وطنا والدوحة عاصمة» فهو شعار جميل, ولكنه مبالغة بلا شك ولا يجب أن تأخذنا الحماسة للوطن وحب الوطن, لنذهب بعيدا عن الواقع، للآخرين آراؤهم ولي رأيي الذي لا أخشى إعلانه.

• ما رأيك في تجميد جمعية الأدباء القطرية؟
- بصراحة هذا السؤال مصيدة! وأنا أرد عليه بسؤال آخر: ومتى وجدت جمعية الأدباء القطرية حتى يتم تجميدها؟ لقد كانت هناك محاولات من عدد من الكتاب الذين تحمسوا لهذا المشروع بالفعل, ولكن جهودهم اصطدمت بعدد من العراقيل بعضها بيروقراطية وبعضها سببه الأجندات الخاصة التي تعرقل كل فعل للصالح العام، وكلا السببين كفيل بتعطيل أي مشروع مهما كان نبيلا، وأنا كآخرين أتمنى أن تزول هذه العراقيل ونحظى يوما ما بجمعية للأدباء أو اتحاد للكتاب في قطر أسوة بكل دول المنطقة والعالم العربي.

• في المجال الصحي حصلت الدكتورة هدى النعيمي على تكريم دولي من مؤسسة «أوفيشيال»، ماذا بشأن المجال القصصي؟
- التكريم الحقيقي هو ما يحصل عليه الكاتب من القراء, وأعتقد أنني أصل إلى القارئ من خلال سطوري، ولا أسعى إلى أكثر من ذلك، وحين جاء اختياري لتكريم ما مثلما حدث من قبل تكريم أوفيشال العالمية التي تهتم بشؤون المرأة العاملة، أسعدني ذلك بالطبع، وإن لم يكن في تلك المجالات, فالكتابة ملاذي وسكني الذي اختار والتكريم الذي أشتهي، وبالعودة إلى جائزة البوكر العربية العالمية والتي كان لي شرف عضوية لجنة التحكيم فيها هذا العام كممثلة للذائقة الثقافية في منطقة الخليج، فقد كان هذا الاختيار لي كعضو محكم ضمن أربع أعضاء فقط من أطراف العالم العربي, إضافة إلى عضو يمثل الذوق الاستشراقي، هذا الاختيار البعيد عن المحسوبيات في تقديري تكريم كبير من مؤسسة عالمية لا نفع لها إلا النفع الثقافي العام والذي يصب في كفة الكاتب والمتلقي معا.

• ما رأيك في جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية أترينها كافية؟ أم أن هناك حاجة لتبني جهات أخرى كالمؤسسات أدوارا أكثر فاعلية في المجتمع عبر قنوات منها تكريم مبدعيه؟
- جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية في قطر من النتاج الإيجابي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث المنحل عام 2008, ولكن اقتراح الجائزة كان قد رفع إلى مجلس الوزراء قبل ذلك, وكان لي شرف العمل في إعداد مشروع القانون خلال عضويتي بالمجلس من 2004 إلى 2008, وعندما تصير الجائزة واقعا ملموسا فإنني أشعر بالفرح والفخر بالجهد الذي قدمته يوما ما في إعداد مشروع الجائزة المقدم للدولة، فقد كانت قطر قبل ذلك خالية من أية جوائز للمبدعين بأي مجال، ولكن جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية لا تختص فقط بالإبداع أو الفنون, بل هي تشمل كل النواحي العلمية والعملية, والتي تقع أيضاً تحت تصنيف الإبداع الذي لا يمكن حصره في الكتابة فقط، ثم جاءت أيضاً جائزة أدب الطفل التي تقدمت بها مؤسسة قطر في الدورة الأولى تحت رعاية الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو أمير البلاد المفدى، ثم تم تحويلها إلى رعاية وزارة الثقافة والفنون والتراث، لأنها الجهة المختصة، وهاتان الجائزتان لا يجب الاستهانة بهما إذا قدرنا أن الإنتاج الإبداعي في قطر ليس بالمزدحم, مقارنة بدول أخرى جارة لنا كالسعودية مثلا، ففي السعودية عدد من الجوائز تقدمها النوادي الأدبية التي نفتقر لها هنا بالدوحة، لكن من جانب آخر فإن الإنتاج الأدبي غزير بالنسبة للإنتاج الأدبي في قطر، آخذين في الاعتبار امتداد المساحة وعدد السكان في السعودية، أنا لا أقول هذا لأبرر عدم أهمية مؤسسات تكرم المبدع على اختلاف شكل التكريم, وكل جهد في هذا الاتجاه سواء كان من المؤسسات الرسمية بالدولة أو المؤسسات الثقافية هو جهد مشكور ومبارك، وندعو دوما ولا نزال ندعو إليه للنهوض بالعملية الإبداعية.

• د.هدى ما العلاقة بين الطب والأدب؟ نلاحظ أن كثيرا من الأسماء اللامعة في سماء الأدب لأطباء، على سبيل المثال د.مصطفى محمود وهو غني عن التعريف، د.عبدالسلام العجيلي، محمد المنسي قنديل، نجيب الكيلاني, رجاء الصانع, وبالطبع هدى النعيمي، ما السر يا ترى في هذا الرابط ما بين الطب والأدب؟
- ليست هناك علاقة مباشرة بين التخصص العلمي والكتابة الأدبية، فكما ذكرت هناك أسماء كثيرة تجمع بين التخصص العلمي الأكاديمي في الطب أو الهندسة أو حتى العمل الدبلوماسي, لكنها أسماء تلمع في سماء الإبداع الأدبي، أعتقد أن ما يحرك المبدع هو الإحساس بالكلمة وجمالياتها, ولأنه يملك ما يقوله ولأنه يملك أدوات التعبير المتمثلة في الكتابة الإبداعية، وقد تساعد طبيعة العمل أو التخصص مثل دراسة الأدب أو العمل في مجال الصحافة مثلا على تنمية حرفة الكتابة تلك, ولكنها لا تبقى حكرا على من يمتهن العمل الصحافي أو الأكاديمي بالتأكيد، فالقراءة كما ذكرنا في سؤال سابق تمكن صاحب الكلمة من تملك الأدوات, وإذا كان التخصص علميا بحتا مثل حالتي وأنا متخصصة في الفيزياء النووية كما تعلمين، فأعتقد في هذه الحالة يتم التعامل مع الكتابة بحرفية عالية وبجدية عالية وتركيز عال، فهي ليست من كماليات الحياة وليست ترفاً ولكنها عمل مجهد, والكاتب ملتزم بكل كلمة يسطرها أو ينطقها كالطبيب الملتزم بكل حركة أو كلمة تصدر منه أمام المريض المسؤول عنه، ربما من هنا نرى أن هؤلاء الذين يجمعون بين التخصص العلمي والكتابة يبرعون في كل النواحي لجدية تناول الأمور, بما فيها الإبداع، فإما كتابة جيدة تستحق التقديم للقارئ وإما فلا لزوم لها.

• كلمة أخيرة
- شكرا على اللقاء, وكلمتي الأخيرة أوجهها للجيل الشاب بالاهتمام بالقراءة لأنها البوابة الواسعة لمعرفة العالم وهي البوابة السحرية لمتعة حقيقية لا يعرفها إلا من غرق بين بحورها العسلية، إن متعة القراءة من الواجب التشجيع عليها بكل الوسائل وهذه مهمة ملقاة على كاهل الأسرة كما هي ملقاة على كاهل المؤسسات الرسمية سواء وزارة الثقافة أو المؤسسات التعليمية وغيرها، إنها تحتاج إلى جهود مضاعفة من كل الجهات لغرس هذه الهواية/الحرفة والتي من خلالها سنجد جيلا واعيا من الكتاب ومن القراء على حد سواء, فالقراءة هي البذرة الحقيقية لتطور الشخصية مهما كانت طبيعة المهنة في المستقبل.

لقاء مع الكاتبة القطرية د. كلثم جبر


أكدت على أهمية ظهور جمعية للأدباء القطريين
كلثم جبر: على المبدع أن يقتنص لحظة الإلهام ويستجيب لندائه
حوار: سهلة آل سعد | 2013-02-26
كلثم جبر: على المبدع أن يقتنص لحظة الإلهام ويستجيب لندائهكلثم جبر: على المبدع أن يقتنص لحظة الإلهام ويستجيب لندائهكلثم جبر: على المبدع أن يقتنص لحظة الإلهام ويستجيب لندائه
القاصة والكاتبة القطرية المخضرمة د.كلثم جبر أحد الأقلام القطرية الرائدة والبارزة، تم تكريمها أخيرا بالرياض وحصلت على جائزة المبدعين في دول مجلس التعاون.
التقت بها «العرب» وصالت وجالت في الكلمة، وحكت عن أول رواية لها نثرتها بين ثنايا «العرب» في سبعينيات القرن الماضي.
اهتمت بالمرأة وتنميتها ودورها الفاعل في المجتمع. تؤمن بالحوار والنقد البناء، وتقر بالدور الكبير للوزارة الثقافة والفنون والتراث في دفع عجلة الثقافة في بلادنا إلى الأمام، فضلا عن تمنيها تأسيس كيان يجمع الأدباء القطريين. وإلى الحوار التالي:

• دعينا بداية نتعرف عليك .. من كلثم الإنسانة؟ ومن كلثم الأديبة والكاتبة؟
- كلثم جبر الإنسانة لا يمكن أن تكون إلا كما أراد الله لها أن تكون.. إنسانة وكاتبة وأكاديمية وزوجة وأم، هذه هي (التشكيلة) التي أرادها الله لتكون كلثم جبر ككل ودون تجزئة.

• متى أمسكت قلما وكتبت شيئا ما؟ وما كان ذاك الشيء؟
- ككل البدايات كانت الخواطر هي الشغل الشاغل لتسجيل بعض ما يجيش في النفس من مشاعر مبكرة، لا أذكر كيف بدأت، ولكني أذكر أنني بدأت كتابة الرواية في وقت مبكر، ونشرتها في «العرب» في عدة حلقات، ولم أحتفظ بها أو أحاول إعادة كتابتها، وهي من الروايات الأولى في قطر، التي لم يقدر لها الظهور في كتاب.. وكنت حينها في مرحلة الدراسة الإعدادية، ثم واصلت الكتابة الإبداعية حتى صدرت لي عن مؤسسة العهد بالدوحة مجموعة «أنت وغابة الصمت والتردد» 1978م وهي أول مجموعة قصصية تصدر لكاتبة قطرية، ثم تلتها مجموعة «وجع امرأة عربية» عام 1993م ثم مجموعة «إيقاعات للزمن الآتي» عمل مشترك مع الأستاذ خليل الفزيع ثم كتاب»أوراق ثقافية عام 2003م وبحث رسالة الماجستير وبحث رسالة الدكتوراه، ديوان بن دلهم (مراجعة وتقديم) عام 2012م.

• متى كانت بدايتك الجادة؟ ولمن تنسبين الفضل فيها؟ ومن تلومين إن كان ثمة لوم؟
- بدايتي الجادة في منتصف السبعينيات من القرن العشرين في مجلة «العروبة» التي احتضنت عددا من الموهوبات والموهوبين، ولا أدين لأحد إلا لله فيما وصلت إليه، ثم لاجتهادي وحرصي على مواصلة مسيرتي الإبداعية، ومن الطبيعي أن تكون لكل بداية من يشجعها، لكنه التشجيع الذي لا يصنع الموهبة، وما هي سوى توجيهات يمكن أن تفيد كل ناشئ، وأعترف أن من تولى توجيهي في بداياتي الأدبية: محمود هيكل في «العروبة» ورجاء النقاش وعبدالقادر حميدة في «الدوحة» وخليل الفزيع في «العهد»، أما مسألة اللوم فإني لا ألوم أحدا لأني لم ألق أية عراقيل أو محبطات في طريقي ولله الحمد والمنة.

• حدثينا عن طفولتك ونشأتك ودورها في تكوينك الأدبي؟
- الطفولة بما تحمله من ذكريات جميلة يحتاج الحديث عنها إلى مساحة واسعة، لكنها بالمجمل كانت ثرية بعاطفة الأمومة، وتحمل من الذكريات ما أضاف الكثير إلى فلسفتي في الحياة، وقد خضعت لتربية صارمة من قبل أمي رحمها الله، وخاصة فيما يتعلق بالواجب الديني، كما كانت حريصة كل الحرص على أن ننال أنا وأخواتي وإخواني قسطا وافرا من العلم، وقد أثمرت جهودها هذه في تحقيق التفوق الدراسي ومواصلة التعليم العالي، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
كانت صور الطفولة والشباب من مصادر إلهامي في العمل الإبداعي، بما حملته من مخزون عاطفي وتربوي وثقافي عن تلك الفترة المليئة بالمواقف المختلفة.

• مجموعتك القصصية «وجع امرأة عربية» قدم لها الكاتب الكبير رجاء النقاش، وشبهك في تقديمه لها بالشاعرة الفلسطينية (فدوى طوقان) وبالأديبة الفرنسية (فرانسواز ساغان) التي كتبت رواية «صباح الخير أيها الحزن» أتجدين ذلك الشبه؟ وكيف؟
- للناقد دائما نظرته الفاحصة التي قد لا تخطر على بال المبدع، فهو يتعامل مع النص من زاوية تعتمد في الدرجة الأولى على ثقافته ونظرته للنص الإبداعي، وما يملك من أدوات نقدية، ومهمة المبدع - في تصوري - تنتهي بنشر إبداعه، وبعد ذلك من حق الناقد أن يرى فيه ما يراه، ويشاركه أيضا القارئ الذي يسهم في صياغة النص من خلال خلفيته الثقافية، وما يتوصل إليه الناقد وكذلك القارئ الجاد لا يحقق بالضرورة توافق الرأي مع المبدع، لذلك أرى أن ما كتبه النقاش عن «وجع امرأة عربية» لا يعني موافقتي ولا رفضي لكل ما قال.. وشخصيا لا أجد نفسي إلا كما أنا كلثم جبر وليس فدوى طوقان أو فرانسواز ساغان، وقد قرأت لهما كثيرا، لكن كلثم جبر لا تشبه إلا كلثم جبر.

• ما الوجع الذي تشعر به كلثم وتكتب عنه؟ إلى أي مدى شخوص قصصك حقيقيون؟ من أين تأتين بهم .. من الواقع الصرف أم من الواقع المتصرف به؟
- الوجع الذي تشعر به كلثم جبر، هو الوجع الذي تشعر به المرأة العربية المسلمة، التي تشغلها هموم أمتها ودينها، وطموحاتها في أن ترى بلادها في مصاف دول العالم، وأن ترى واقع المرأة في بلادها أكثر قوة وصلابة، وقدرة على استيعاب معطيات الحاضر والتفاعل الإيجابي معه، دون شعور بالعدائية تجاه أخيها الرجل، ودون إحساس بالظلم أو التأفف من الواقع، فهي القادرة على تغيير الواقع وكسب الرجل إلى صفها، خاصة وقد تحقق لها في بلادنا الشيء الكثير، وهي قادرة بإذن الله على تحمل مسؤوليتها بوعي ينسجم مع التطلعات التنموية لبلادنا الغالية.. ما أكتب عنه هي هموم عامة تشغل بال الكثيرين، وتتركز في الغالب على معوقات التنمية، والتعبير عن الحرص العام على معالجة الكثير من قضايانا التنموية والمجتمع والناس، هذا فيما يتعلق بالكتابة الصحفية، أما الكتابة الإبداعية فهي مختلفة في أدواتها وشروطها، وهي لا تتيسر على الدوام، وما هي إلا إلهام على المبدع أن يقتنص لحظته ويستجيب لندائه، ويمكن القول أن شخوص قصصي من الواقع المتصرف به، وهذا تعبير دقيق، فهي لا تأتي من المريخ بل من البيئة بكل سلبياتها وإيجابياتها.

• د . كلثم ما أكثر مراحلك قوة وازدهارا وجمالا على ما شئت من أصعدة ؟
- الحياة لا تستقر على حال، فيها الفرح والحزن، ومن سره زمن ساءته أزمان.. أحاول دائما أن أتخطى الحزن ما وجدت إلى ذلك سبيلا، لتصبح الحياة أكثر قوة وازدهارا وجمالا. أشعر بأني الآن أعيش مرحلة ما تتحدثين عنه بكل ما فيه من جمال وقوة وازدهار، لله الحمد والمنة من قبل ومن بعد.

• مرحلة الدراسة بالقاهرة.. حدثينا عنها وعن انعكاساتها على حياتك وأدبك؟
- الدراسة في القاهرة حياة مشرقة في كل جوانبها.. أساتذة أفاضل تتلمذت على أيديهم.. وأجواء ثقافية حاولت أن أعيش في كنفها.. وبيئة أكاديمية ثرية حاولت أن أستفيد منها.. وصداقات عميقة اكتسبتها من زميلات الدراسة ما زالت قائمة.. وإشراقات دينية في جامع مصطفى محمود والحسين والسيدة زينب تغذي الروح بقدسية المشاعر.. ماذا يمكن أن يقال عن حياة هي عمر آخر مورق بالإيمان والتصميم والفرح والإرادة التي لا يقهرها سوى البعد عن الأهل والوطن، وهو البعد نفسه الذي يخلق العزم على النجاح والتفوق، والعودة المظفرة.. تلك أزهى أيام العمر، وأكثرها اكتنازا بالذكريات الرائعة، وفي القاهرة نلت الماجستير في الخدمة الاجتماعية من جامعة حلوان عام 1992م والدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1997.

• زواجك بالكاتب السعودي المعروف خليل الفزيع.. أيمكننا أن نسميه (زواجا أدبيا)؟ ما ظروف هذا الالتقاء..
وما أثره؟
- وإن كنت لا أحب الخوض في الحديث عن حياتي الخاصة، لكن زواجي بالأستاذ خليل الفزيع اقترن بقناعات ليست من أولوياتها الأدب، دون أن يغيب هذا السبب عن الحسبان، كان الحب هو الدافع الأول في اتخاذ هذه الخطوة المصيرية، أما ظروف هذا الالتقاء وأثره، فهذا حديث يطول، وليس هذا مجاله.

• أين هي كلثم من السرد القصصي اليوم؟ هل أغناها العمود الصحفي عن القصة؟
- لا أزال قريبة من السرد، وهو الاستراحة التي أتقي بظلالها من هجير الحياة وهمومها، وعندما يستعصي هذا الفن لا أجري وراءه، لأن الإبداع هو الذي يحقق حضوره، ولن يجدي البحث عنه هنا أو هناك، أكتفي هذه الأيام بالتعاطي مع الفنون السردية من خلال القراءة والمتابعة لما يظهر من روايات أو مجموعات قصصية، هذا لا يعني العزوف عن كتابة القصة، ولكنه يعني انتظار حضورها الطوعي، وليس استدعائها القسري، ولا ننسى أن العمل الأكاديمي يستهلك الوقت، ويصرف عن ممارسة الكثير من الهوايات المحببة إلى النفس ومنها الكتابة الإبداعية.
والعمود الصحفي لا يمكن أن يغني عن القصة، فلكل منهما دواعيه ودوافعه.
• ما تأثير الكتابة الصحفية في رأيك ومن خلال تجربتك في الأديب أو القاص أو الشاعر؟
- الكتابة الصحفية تؤثر سلبا على المبدع، لأنها تستهلك وقته، وتستنزف أفكاره، وتشغله عن ممارسة الكتابة الأدبية شعرا أونثرا، والمبدعون الذين تختطفهم الصحافة.. قلما يتعاطون مع الإبداع، حتى وإن عملوا في الأقسام الثقافية في صحفهم، ونحن هنا نعني الكتابة الصحفية الميدانية، ذات العلاقة بمتابعة الأحداث وتحليلها وكشف أسرارها، أما الكتابة المنزلية والمكتبية، فلا تسمى عملا صحفيا، بل هي مجرد كتابة في أجواء مريحة لا تشغل الكاتب كثيرا، كما هو العمل الصحفي الميداني.

• أين كلثم من عالم التواصل الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي اليوم كتويتر والفيس بوك؟ وما رأيك فيها؟
- حسابي في التويتر باسم مستعار، أما الفيسبوك، فقد منعني عنه ضيق الوقت لا غير، وهي مواقع مهمة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وتفرضها روح العصر رغم ما يقال عن واقعها الافتراضي من ملاحظات نتجت عن سوء الاستخدام.

• نبارك لك ولمعجبي أدبك حصولك على الجائزة الأولى للإبداع من نادي الجسرة الثقافي عام 2001م عن مجموعتك القصصية «وجع امرأة عربية» وتكريمك في مهرجان الرواد والمبدعين العرب الذي ترعاه جامعة الدول العربية عام 1999م لريادتك في كتابة القصة القصيرة، وتكريمك من قبل خادم الحرمين الشريفين في مهرجان الجنادرية عام 2010 م وكذلك تكريمك وحصولك على جائزة المبدعين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هذا العام.. أتلقين لنا ضوءا على هذا التكريم والجوائز؟ 
- باستثناء جائزة نادي الجسرة، كان التكريم في المناسبات المذكورة ضمن عدد من المبدعين سواء ما كان على مستوى العالم العربي أو على مستوى دول الخليج العربية، وهذا العام كنت ضمن عدد من المبدعين الذين تم تكريمهم من قبل الأمانة العامة لمجلس التعاون على هامش الاجتماع الثامن عشر لوزارة الثقافة الخليجيين، حيث تم تكريم ثلاث شخصيات من كل دولة خليجية، وكنت هذا العام مع اثنين من قطر، من الباحثين في مجال الشعر الشعبي، ومجالات التكريم لهذه الجائزة تشمل الأدب والترجمة وتحقيق التراث والفنون الأدائية والسمعية والبصرية والحرفية، على أن يكون المكرم أحد البارزين في الساحة الثقافية وممن قدموا أعمالا تتسم بالتأثير في المجتمع. 

• الأزمة الصحية التي مررت بها قبل عامين، حدثينا عنها، وكيف أنت الآن؟ وبم خرجت منها؟
- كما يقولون: جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها عدوي من صديقي، وقد عرفت في هذا المرض مكانتي في نفوس أبناء وطني، وسؤالهم الدائم عني، ودعاءهم المتواصل لي بالشفاء، وبفضل الله ثم بفضل دعاء المحبين، أنقذتني العناية الإلهية من هذا المرض الخطير، وهو النزيف الدماغي حماكم الله من كل شر، أنا الآن ولله الحمد بخير، ومن باب رد الجميل فإنني أشكر كل من اهتم بحالتي وسأل عني ودعا لي بالشفاء من المسؤولين وغير المسؤولين، ووطن بهذه العناية بمواطنيه، ومواطنون بهذا الحب الكبير لمواطنيهم.. كل ذلك نعمة تستوجب الشكر والحمد لله رب العالمين.

• في رأيك هل لعبت وتلعب وزارة الثقافة دورا فاعلا في الحياة الأدبية والثقافية بالدولة؟
- نعم أقول وبكل ثقة: إن وزارة الثقافة والفنون والتراث لعبت دورا بارزا ومهما وفاعلا في دفع الحراك الثقافي في بلادنا خطوات إلى الأمام، من خلال الفعاليات الكثيرة التي قدمتها وتقدمها في مجالات الأدب والفنون والتراث، ومنها المهرجانات والأسابيع الثقافية، والإصدارت الثقافية المتنوعة التي تتولى إصدارها الإدارات المختصة في الوزارة، وتشجيع المؤلفين بطبع أو اقتناء مؤلفاتهم، فضلا عن العناية بما ينشر من مطبوعات لتكون ذات مستوى يعكس التطور الذي تعيشه البلاد، وبذلك تسير التنمية الثقافية في قطر في الاتجاه الصحيح وبخطوات واثقة وسريعة، وبطبيعة الحال ما من عمل بشري إلا وينظر إليه بمنظار الرغبة في التطوير، بدافع الطموح حينا، والتطوير لا يتحقق بالنقد السلبي، ولكن بالنقد البناء الذي يتضمن الأفكار والآراء التي تسهم في هذا التطوير، وكلي يقين أن المسؤولين في هذه الوزارة، قلوبهم مفتوحة لكل فكر بناء يسهم في دفع عجلة الثقافة في بلادنا إلى الأمام.

• ما رأيك فيما حدث لجمعية الأدباء؟ وفي عدم وجود جمعيات مهنية بالدولة؟
- جمعية الأدباء وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني من الأمور الهامة جدا، ولا بد لهذه المؤسسات أن ترى النور قريبا، وليس من المجدي العودة للوراء للحديث عن ما جرى، بل الأهم هو الحديث عن المستقبل والتأكيد على ظهور جمعية الأدباء، لتكون صوتهم المعبر عن همومهم وتطلعاتهم، ونحن نتحدث دوما عن دولة المؤسسات، ومن أهم هذه المؤسسات هي مؤسسات المجتمع المدني القادرة على تقويم وتطوير مسارات التنمية في مختلف المجالات ومنها المجال الثقافي بمختلف أطيافة وألوانه.

الأحد، 28 أبريل 2013

دعيت لك




دعيت لك وقت الصلاة
وفي الطواف .. وفي السعي
روحك هناك كانت معي
حملتها في أضلعي
ولما (انتهيت) ..
كانت (بدت) بي لحظتك
فكرت أمسك هاتفي
وأقول لك .. مشتاقتك

.. ولما ركبت الطايرة
في لحظة حرة .. حايرة
جاني على بالي اتصل
.. مغرب شعور المرء
.. لما ينفصل
عن حاضرة

سهلة آل سعد
ابريل 2013