ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر / مكتبة الربيعان - الكويت

ديوان كلمات وصور متوفر حاليا بمكتبة الإنارة (الوكرة) / دار الثقافة - قطر /  مكتبة الربيعان - الكويت
غلاف ديوان ( كلمات وصور - الجزء الثاني ) أشعار و صور فوتوغرافية

الخميس، 1 ديسمبر 2016

لها حل واحد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرقنا في شبر ماء !! ماجاءنا يُعدّ شبر ماء لا أكثر بمقياس ما يأتي للأمم الأخرى ولكننا غرقنا في هذا الشبر !!
ولو كان الأمر وقف على أسقف المنازل لهانت ولرُد العيب إلى طمع المقاول الخاص وتربحه من وراء المواطن الضعيف ، أو ربما رُدّ لبخل صاحب البيت أو ضعف حاله واختياره لمواد رديئة استرخاصا أو جهلا أو غيره..
لكن الأمر لا هذا ولا ذاك .. هذه دولة وتلك مرافقها ، وهؤلاء واضعوا ومنفذوا خططها ومشاريعها ، والطامة أنها ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ، والأمر أنه ليس من معتبر وليس من محاسب وليس من مرتدع !!

أتذكرون القصص التي تتحدث عن تأثير الضرر النفسي على النهج السلوكي ، والتي استخلصوها ووصلوا لنتائجها عبر تطبيق تجارب معينة على فئات من الحيوانات ؟
وتلك التجارب الأخرى التي استخدموا فيها المكافأة كوسيلة لتحقيق سلوكيات أخرى مرغوبة ؟
تجربة المتاهة - المطبّقة على الفئران -  والوصول لقطعة الجبن ونيلها كمكافأة ، وتجربة رش الماء الحار على القرود لدفعهم للإبتعاد عن تسلق الشجرة ( لإبعادهم عن سلوك معين ) .. الفئران مع المحاولة اهتدت للجبن وأكلته ، والقرود زرع فيها الخوف وتعلمت ألاّ تفكر بتسلق الشجرة مع أن الماء الحار ماعاد يرش عليها لأن تكرار الحدث المؤلم المرتبط بنفس المكان دفعها لعدم تكرار التجربة أوتجريب الإقتراب بعد ذلك ..
تلك حيوانات ولكنها تعلمت مع تجاربها متى تقترب ومتى تبتعد وماذا تفعل وكيف تتعظ مما يلحقها من أضرار  !! بينما عجز البشر عن التعلم من التجارب والاتعاظ منها أو بها .
ومؤسف أننا كشعب سئمنا الخوض في ذات العظات والمطالبات ولم يسأموا هم كمخططين ومنفذين من الوقوع في نفس المآزق والأخطاء ، وكأنهم يقولون لنا سنرى من الأطول نفَسا ؟! صبركم أم خرابنا .. معايشتكم للأوضاع أم ترقيعنا للخلل ..
مالكم بالطويلة .. البلد خرت وملئت مستنقعات وبعوضا وهدمت حيطان ولا أحد سوئل أو حوسب .. كالعادة هدر من هدر واعترض من اعترض ثم صمت الجميع وانشغلوا بطلب سيارات البلدية الخاصة والمستأجرة لترقيع أحوال منشآتهم وشوارعهم ومنازلهم .. ومضت الأيام وستمضي أكثر وسينسى الجميع وسيكبر الجميع وسيحكي الجميع لأولاده بعد أعوام وأعوام من الآن لا عن السنوات التي كان يُغرق فيها المطر البلاد ولم يعد يفعل ذلك في عصرهم ، وإنما عن أن هذا حال البلد مع المطر ورداءة التخطيط والتنفيذ كانت ولازالت منذ زمانهم ، وقد تسجل في كتب التاريخ والمجتمع في عصور لاحقة إما في باب الأزمات المزمنة أو في باب من ملامح الوطن ..
هناك إمكانية واحدة فقط قابلة لتغيير هذا السيناريو التراجيدي ولكن بعد ست سنوات من الآن .. هو أن يخر المطر على منشآت مونديال 2022 وضيوفها الأجانب فيها .. ادعوا بذلك ستنصلح الأحوال حينها .


 سهلة آل سعد
مقال لم ينشر